شبكة قدس الإخبارية

تأهب لدى الاحتلال مع اقتراب رمضان.. ما هي السيناريوهات الممكنة؟

275952038_717267756103396_3192803546496942771_n
يوسف أبو وطفة

رام الله - خاص قدس الإخبارية: ارتفعت وتيرة التحذيرات الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة من اشتعال الأوضاع على الجبهة الفلسطينية خلال شهر رمضان المبارك تزامناً مع تصادف الأعياد اليهودية مع شهر الصيام.

ويخشى الاحتلال من تكرار سيناريو شهر رمضان الماضي حينما اندلعت معركة سيف القدس في 28 رمضان على خلفية الاقتحامات التي جرت للمسجد الأقصى وأحداث الشيخ جراح، في ظل تلويح المقاومة المتكررة بأنها على أهبة الاستعداد.

وتتشابك هذه المرة الأحداث وعوامل التفجير على أكثر من صعيد إذ سجلت الضفة استشهاد 20 فلسطينياً في الوقت الذي استشهد فلسطيني من النقب بالتزامن مع أحداث واقتحامات شبه يومية للأقصى والقدس المحتلة، إلى جانب حالة الغليان في الداخل المحتل.

وبالتوازي مع ذلك يحضر ملف الأسرى في السجون مع إعلانهم خوض معركة الإضراب المفتوح في خطوة موحدة هي الأولى من نوعها منذ عام 2004، وسط دعوات شعبية بأوسع التفاف شعبي وجماهيري وإسناد فصائلي لهذه الخطوة.

أما المقاومة في غزة فلم يختلف خطابها الذي كانت تتحدث فيه قبل معركة سيف القدس، إذ ما زالت تلوح لإمكانية الدخول في معركة جديدة حال قام الاحتلال بالعبث بأي من الملفات الحساسة وتجاوز الخطوط الحمراء.

ورغم الالتزام الإعلامي في دقة الخطاب الصادر عن فصائل المقاومة وأذرعها العسكرية إلا أن النقاش الداخلي بين الفصائل لم يستبعد فرضية الدخول في جولة تصعيد ذات طابع عسكري إذا ما تصاعدت حدة الأحداث في رمضان على غرار العام الماضي.

في السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن تخوف الاحتلال من انفجار الأوضاع في رمضان ليس عشوائياً وهو مرتبط بمعلومات وتقديرات أمنية في ضوء ممارسته للإرهاب بحق الفلسطينيين على أكثر من جبهة.

ويضيف الصواف لـ "شبكة قدس" أن الاحتلال يمارس الارهاب في الضفة والقدس والداخل ويقتل ويصادر ويعتدي على أهالي الشيخ جراح، في الوقت الذي يصدر عبر منظومته الأمنية والإعلامية التخوف من اندلاع مواجهة جديدة.

ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي أن الاحتلال بسلوكه الاحتلال يعمل على تسخين الجبهة لمعركة حقيقة إذ أن الكرة في ملعبه في الوقت الراهن وفي حال كان معنياً بمنع مواجهة فعليه كف يده ووقف ممارساته في كافة الأراضي الفلسطينية.

ويشير الصواف إلى أن الاحتلال يستخدم أدوات التفجير منذ بداية عام 2022، فقد قتل 21 فلسطينياً وصعد من استيطانه وممارساته في القدس بالتزامن مع التضييق على الأسرى في سجون الاحتلال الذين يستعدون لخوض معركة الإضراب.

ويتابع: "الاحتلال يعلم أن المقاومة لن تبقى صامتة، وقد يكون شهر رمضان هو البداية إذ أن المقاومة جاهزة لفرضية الدخول في مواجهة جديدة ولكنها تراقب سلوك الاحتلال، فإذا ما أعاد الاحتلال النظر في إجراءاته وسلوكه فهو سيؤجل المواجهة أما إذا ما استمر فهو يعجل بالمواجهة".

قلق طبيعي

من جانبه، يرى الباحث والكاتب في الشأن السياسي ساري عرابي أن قلق الاحتلال طبيعي في ظل أن العام الماضي لم يكن عادياً بالنسبة له خلال شهر رمضان خصوصاً مع المواجهة التي حدثت في مايو/آيار مع المقاومة في غزة.

ويقول عرابي لـ "شبكة قدس" إن لدى الاحتلال مخاوف من تكرار حالة الانخراط الجماهيري في كل المدن الفلسطينية بما في ذلك الداخل المحتل وحالة المفاجأة والصدمة التي حدثت حينها وبالتالي الاحتلال متخوف من تكرار ذات الأمر.

ويردف قائلاً: "الاحتلال يحاول الاستفادة من التجربة ومن الطبيعي أن يتأهب بناءً على تجربة العام الماضي، إلى جانب أن تجربة العام الماضي حية لم يمر عليها وقت طويل، عدا عن تقاطع الأعياد اليهودية مع شهر رمضان ما يعني حدوث اقتحامات للمسجد الأقصى واستفزازات".

وبحسب عرابي فإن الوضع في الضفة الغربية والقدس متوتر في ظل تسجيل شهداء بشكل أسبوعي وتتالي عمليات الطعن وإطلاق النار تجاه جنود الاحتلال، ما يجعل العوامل القائمة في الحالة الفلسطينية تدفع الاحتلال للحديث عن المواجهة.

ويعتقد الباحث والكاتب في الشأن السياسي أن عناصر التفجير الموجودة في الساحة الفلسطينية حالياً هي أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً مع حضور للمقاومة الفلسطينية التي من أن تنخرط لدعم أي حراك وتشكل رافعة له وتعمل على إسناده.

سيناريوهات وعوامل..

في سياق متصل يقول الكاتب والمختص في الشأن العبري حسن لافي إن الدعاية الإسرائيلية لإمكانية حدوث مواجهة في رمضان تستند لرؤيتين بشأن الواقع المتوقع خلال شهر رمضان على بعد أقل من أسبوعين على حلوله.

ويوضح لافي لـ "شبكة قدس" أن الرؤية الأولى تقول إن الاحتلال يخشى من تصادف الأعياد مع رمضان على ضوء ما جرى في معركة سيف القدس، وما سبقها من أحداث وبالتالي هو يريد إزالة كل الظروف التي تؤدي للتصعيد خاصة في ظل التوتر الكبير بينه وبين إيران.

ويستطرد الكاتب والمختص في الشأن العبري: "الرؤية الثانية تقول إن الاحتلال يريد تهيئة البيئة لتصعيد قادم وقد يكون ليس باتجاه غزة وإنما الضفة وتحديداً المناطق الشمالية منها، إلى جانب رغبته في حسم مناطق منها، وتعزيز السيادة والتهويد في القدس المحتلة والتذرع برمضان كسبب لتهيئة الظروف لشرعنة الأمر".

وبحسب لافي فإن هذا السيناريو وارد لكن الظرف الإقليمي لا يساعد على ذهاب الاحتلال لمثل هذه الخطوة مع إدراكه بأن جبهة غزة لن تبقى صامتة وهو ما يعني فتح أكثر من جبهة عليه في وقتٍ واحد، وهو ما يجعل السيناريو الأول مرجحاً على الثاني.

#المقاومة #التصعيد_في_رمضان