شبكة قدس الإخبارية

الأسرى يواصلون خطواتهم... هل نشهدُ تصعيدًا أكبر داخل السجون وخارجها؟

274954497_438829034593213_1807590269678224910_n
نداء بسومي

رام الله - خاص قدس الإخبارية: لليوم الـ 27 على التوالي، يواصل الأسرى في سجون الاحتلال خطواتٍ تصعيدية رفضًا لمحاولات الاحتلال ممثلًا بإدارة السجون تجاوز إنجازات الحركة الأسيرة طوال عقودٍ، والرجوع عن اتفاقياتها التي أبرمتها مع الأسرى في خطوات تصعيدية سابقة.

في ضوء هذه الخطوات، أفضى حوارٌ، أمس الخميس 3 مارس 2022، بين الأسرى وإدارة السجون إلى تراجع الأخيرة جزئيًا عن بعض إجراءاتها التي أعلنت عنها، وتحديدًا فيما يتعلق بنظام "الفورة"- ساحة السّجن، إلا أنها رفضت الاستجابة لأحد مطالب الأسرى الرئيسة المتعلقة بسجن "نفحة" حول قضيتي البوابات الإلكترونية والتفتيش، الأمر الذي رفضه الأسرى، وأعلنوا استمرارهم في خطواتهم الاحتجاجية.

في حديثه لـ "شبكة قدس"، يقول الناشط في مجال الأسرى فؤاد خفش إن حالة من التوتر الشديد تعيشها سجون الاحتلال، وقد أخذ الأسرى قرارهم بعدم السماح بالمساس بحقوقهم المكتسبة التي تم إنجازها بإضرابات وشهداء الحركة الأسيرة، ولن يسمح الأسرى كذلك بتقليص ساعات الفورة وعدد الأسرى الذين يخرجون إلى الساحات.

ويوضح خفش بأن الاحتلال لم يقم بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في إضرابات سابقة، إضافةً إلى وجود مطالبات حثيثة من قبل الأسرى والمعتقلين بانتزاع هذه الحقوق التي تم الاتفاق عليها مع إدارة السجون، كإخراج كل من عزله الاحتلال ونقله بعد أحداث نفق الحرية.

ويرى الناشط في مجال الأسرى أن الأيام القادمة قد تشهد تصعيدًا أكبر ما لم تتراجع إدارة السجون عن خطواتها، خاصة وأن أمام الأسرى أيام قليلة قبل شهر رمضان، وبحسب خفش، "إن الأسرى معنيين بتكثيف الخطوات الاحتجاجية، وهناك برنامج تصعيدي سيتم الإعلان عنه الأسبوع القادم، سيشمل إعادة وجبات عن الطعام وإضراب وحل التنظيم وخطوات احتجاجية ونضالية كثيرة إلى أن يصلوا إلى موافقة إدارة الاحتلال لما تم الاتفاق عليه مسبقًا."

من جهته، يشير الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي حسن لافي إلى أن قضية الأسرى تمر بمنحنى صعبٍ جدًا بعد عملية نفق الحرية، حيث تسعى إدارة السجون لتصدير فشلها الأمني الذي تمثل بنفق جلبوع باتجاه الأسرى الفلسطيني، وسحق إرث الحركة الأسيرة وإنجازاتها التي راكمتها على مدار السنوات.

ويضيف لافي في حديثه لـ "شبكة قدس": "التجربة تقول إن الأسرى لم ولن ينكسروا أمام سجانهم، وهذه معركة مستمرة، ولكنا ما زلنا في مرحلة فرض الإرادات ما بين الأسرى وخلفهم شعبنا، وما بين إدارة السجان والاحتلال بكل غطرسته."

ويشدد لافي على أن الاحتلال يراهن على تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية، والانشغال بها لتحقيق أهدافه في قضية الأسرى، مستدركًا، "لكن من الواضح جدًا أن قضية الأسرى ما زالت تحظى بإجماع وطني فلسطيني، ولا يمكن لأحد أن يبتعد عن هذه المعركة، وهذا هو الرهان الرئيسي."

انعكاس تصعيد الأسرى على ساحات المواجهة

يستكمل المختص في الشأن الإسرائيلي حديثه بأن الأسرى سيجلون نصرًا بفضل إرادتهم وبفضل التفاف الشعب الفلسطيني ومقاومته حولهم مهما كلف الأمر، خاصةً أن الخطوط الحمراء التي وضعتها المقاومة الفلسطينية دائمًا في حماية القضايا الكبرى الفلسطينية ما زالت حاضرًا، وهو ما حدث في قضية الأسير هشام أبو هواش سابقًا.

وحول انعكاس خطوات الأسرى التصعيدية على ساحة المواجهة في الضفة المحتلة، يرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن تسارع وتيرة المواجهة في الضفة منوطٌ بعوامل عدة، أهمها ظروف الحركة الأسيرة نفسها، وإجماعها على الدخول في إضراب مفتوحٍ عن الطعام دون أي خلافات أو اختلالات داخلية، ما سيشعل ساحات المواجهة الخارجية.

وبحسب عرابي، فإن ساحة الضفة المحتلة تشهد تصعيدًا بالفعل، ولكن ضمن وتيرة شبه ثابتة نسبيًا، مضيفًا، "إن موقف السلطة الفلسطينية السلبي من أي مواجهة مع الاحتلال قد يساهم في كبح أي تصعيد محتمل، وكذلك قد لا يوفر ضعف الفصائل الفلسطينية الظروف المناسبة لتأطير أي حالة تصعيد."

وينوّه عرابي في حديثه لـ "شبكة قدس"، أن التصعيد داخل سجون الاحتلال هو حالة مفتوحة ومتجددة، وليست حالةً جديدة، وأن أي تصعيد جديد يأتي ضمن سياق أوسع يتمثل في المواجهة المفتوحة مع الاحتلال، والتي تعيد إنتاج نفسها بين فترة وأخرى سواء من خلال الخطوات الاحتجاجية والنضالية والمطلبية التي تقودها الحركة الأسيرة، أو من خلال هجمات الاحتلال وإدارات السجون على الأسرى.

#الأسرى #السجون #المواجهة