شبكة قدس الإخبارية

21 سنة والاعتقال الإداري ينهش من حياة باجس نخلة

66

رام الله - خاص قُدس الإخبارية: عندما اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ باجس نخلة للمرة الأولى، كانت زوجته لم تلد نجله الأكبر، اليوم بعد 33 عاماً صار جداً لعدد من الأحفاد وهو رهين السجون التي أكلت من عمره وحرمته من أبسط لحظات الحياة مع عائلته.

في عام 1988 حين شن جيش الاحتلال حملة قمعية شرسة بحق الفلسطينيين، ضمن ما عرف بسياسة "تكسير العظام"، تقول زوجة الأسير نخلة، كان الاعتقال الأول للشيخ باجس من داخل مسجد مخيم الجلزون شمال رام الله، بعد أن تعرض لضرب وحشي عنيف.

أكثر من 25 سنة قضاها الشيخ باجس نخلة في السجون، سنة منها لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، كما تروي زوجته في لقاء مع "شبكة قدس"، وتؤكد على أن 21 سنة منها كانت على بند "الاعتقال الإداري"، دون تهمة أو قضية.

يعتبر الشيخ باجس من بين الأسرى الذين قضوا أطول فترات "الاعتقال الإداري"، في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية، وفي آذار/ مارس الماضي عادت قوات الاحتلال لاعتقاله بعد أن اقتحمت منزله وأثارت الرعب في عائلته، ثم حولته المخابرات إلى "الاعتقال الإداري" لمدة 6 شهور وجددت القرار مرة أخرى.

تقول زوجته: في عام 1993 أبعده الاحتلال إلى مرج الزهور جنوب لبنان مع مجموعة من قيادات حماس والجهاد الإسلامي، كان حينها أيضاً في الاعتقال الإداري، ومكث في الإبعاد عدة شهور.

"ولا ولد خلفته وهو عندي"، تروي زوجة الشيخ، وتشير إلى أن الاعتقال حرمه من المشاركة في زفاف أبنائه سوى "فارس" واعتقل بعد ثلاثة أيام فقط من العرس.

وعن أقسى ما في هذه السنوات، تقول: كنت أقول لأولادي إنهم سيروون معاناة والدهم لأبنائهم، الآن أصبح الأحفاد شهوداً على المعاناة الممتدة لباجس.

وأردفت قائلة: توفي والده، كل الأيام دون وجود باجس صعبة، ومن أصعب اللحظات كانت وفاة شقيقه في يوم زفاف ابنته، تعبنا من كثرة الاقتحامات والاعتقالات، كل ليلة ننام على خوف أن يقتحم جيش الاحتلال منزلنا، شقيقتي مصابة بالمرض لا أستطيع أن أرافقها في المستشفى، لأنني أخاف أن يقتحموا المنزل وأنا لست فيه.

اجتمع الشيخ باجس مع أبنائه في السجون عدة مرات، تقول زوجته، وتشير إلى أن نجله فارس اعتقل لمدة 5 سنوات بينما أمضى معروف 7 سنوات.

وتؤكد على صلابة الشيخ رغم قسوة الحياة التي يعيشها بفعل الاعتقالات المتكررة، وتضيف: الإيمان والعزيمة هبة ربانية منحها الله له تعينه على احتمال ما يجري معه.

وختمت بالقول: بدنا نصبر هذا قدرنا والحمد لله صابرين في مثلنا كثير بالشعب الفلسطيني.

وبدأ الأسرى الإداريون مطلع العام الحالي مقاطعة محاكم الاحتلال، ضمن مشروع لمواجهة "الاعتقال الإداري"، ويحتجز الاحتلال حالياً في سجونه ما يقارب 500 معتقل إداري، كما تؤكد مؤسسات الأسرى.

 

#الاعتقال الإداري #مخيم الجلزون #باجس نخلة