شبكة قدس الإخبارية

بعد لقاء عباس غانتس..  إلى أين تتجه السلطة؟

271296778_10158049386591059_8241225488510248894_n

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: ناقشت الحلقة الجديدة من برنامج "المسار" والذي يبث عبر منصات "شبكة قُدس الإخبارية"، ابعاد لقاء وزير حرب الاحتلال بيني غانتس والرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخير.

ويرى المحلل السياسي والمحاضر في جامعة بيرزيت أشرف بدر، أن "لا أحد يعلم بالضبط ما هي الظروف التي أدت إلى عقد هذا الاجتماع، لأن القيادة الفلسطينية لا تطلع الشعب الفلسطيني على التفاصيل، وهو ما يجعلنا نستقي الأخبار من الاحتلال الإسرائيلي ووسائل إعلامه". 

وقال بدر: اللقاء يضع أمامنا تساؤلات عن السبب وراء انعقاده في هذا الظرف في الخصوص، في ظل استمرار المقاومة الشعبية وتصاعدها في وجه الاحتلال، وتململ بعض الخلايا الفلسطينية صوب المقاومة المسلحة، وكل ما تسرب يشير إلى أن اللقاء لم يكن ذو صبغة سياسية، وإنما كان يدور حول الأمن والتسهيلات، واستراتيجية نفتالي بينيت التي أعلن عنها بأنه لن يسعى لحل الصراع وإنما سيعمل على تقليص الصراع، وهو مفهوم قائم على الإبقاء على الوضع كما هو وإمداده بسبل الحياة، أبرزها قيام السلطة بدور وظيفي.

وأضاف بدر: "لا يوجد أي ذكر لعملية السلام خلال اللقاء، وإسرائيل لا تنظر للسلطة كشريك أو كطرف يمثل الفلسطينيين، وإنما كأداة لحفظ الأمن، وحتى لو كانت هناك رغبة لدى غانتس، فإن حكومة الاحتلال برمتها سوف تتفتت إذا دخلت في عملية سياسية مع الفلسطينيين، وهذا شرط الائتلاف الحكومي".

وفي ما يخص الموقف الأمريكي، قال بدر: نحن لم نلمس أي تغيير جوهري، هناك انحياز كامل من الإدارة الأمريكية للاحتلال، وأمريكا ليست وسيطا نزيها، وإنما هي تأتي بالمقترحات الإسرائيلية وخطط الاحتلال لتمريرها على الفلسطينيين فحسب، وفلسطينيا نحن نعيش حالة من التيه السياسي، والقيادة الفلسطينية الحالية تعمل بشكل فردي، ولا يوجد عندنا مؤسسات للمساءلة.

في حين يرى المحلل والكاتب السياسي سعيد بشارات، أن الدوافع لهذا اللقاء لم تعد مكتومة، وقصد منه مواضيع أمنية واقتصادية؛ تقدم السلطة خدمات أمنية مقابل تسهيلات اقتصادية، وهو لقاء أمني له ثمن اقتصادي مقابل ضبط الحالة الأمنية في الضفة.

وأشار بشارات، إلى أن "اللقاء أضر بالشعب الفلسطيني قبل القيادة الفلسطينية، فهو لقاء جاء ضمن قياسات نفتالي بينيت، لمناقشة مواضيع امنية وسياسية بطريقة غير رسمية".

ويرى بشارات، أن اللقاء بمثابة "قرصة أذن" لأن السلطة الفلسطينية غير قادر على السيطرة على جنين، بعد شن حملة أمنية هناك على إثر تصاعد الأمور، وكذلك في نابلس وغيرها، مشيرا إلى أن "اللقاء مخز، وغانتس نفسه اضطر لعقد اللقاء بسبب ضغط الجيش، فاللقاء جاء لمنافع إسرائيلية دون أي منفعة للفلسطينيين باستثناء بعض التسهيلات لقيادة السلطة". 

وقال المحلل السياسي رائد نجم، إن اللقاء جاء في "إطار بناء الثقة، وهو مقترح أمريكي جاء ضمن رؤية أمريكية تندرج في مسار متعدد الأطراف، وهناك مطالب من الاحتلال مقابل أخرى من الفلسطينيين".

وأضاف نجم، أنه "يفترض بالولايات المتحدة الأمريكية الدفع بهذه اللقاءات للمسار السياسي، على الرغم من أنها لا تفعل ذلك في الوقت الحالي".

ويرى، أن "اللقاء أحدث اختراقا وخلخلة لدى الفلسطينيين والاحتلال، والجانب الفلسطيني ينظر للموضوع على أنها خطوات بناء ثقة باتجاه استئناف العملية السياسية". 

وقال: "هناك استراتيجية إسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين، كأربع كيانات؛ في قطاع غزة والضفة والقدس والداخل الفلسطيني المحتل".

ويعتقد نجم، أن "هناك سياسة جديدة بدأت تتضح معالمها مع تسلم بايدن لقيادة البيت الأبيض، وهذه الاستراتيجية ركزت على جانب الحقوق الاقتصادية الإنسانية للفلسطينيين، مقابل التركيز على توفير الأمن لإسرائيل".