شبكة قدس الإخبارية

الأذرع الممتدة.. هل تغير حماس من استراتيجيتها في مواجهة الاحتلال؟!

05110182729491021835730731072024
هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: فتح تصريح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عن أذرع القسام الممتدة في كل مكان لإمكانية تنفيذ عملية أسر جديدة، باب التكهنات بشأن إمكانية عمل الحركة ضد الاحتلال من خارج فلسطين.

حركة حماس أعلنت على مدار عقود أن الصراع منحصر في جغرافيا فلسطين مع الاحتلال الإسرائيلي وأن هذه هي السمة الاستراتيجية في عمل الحركة وذراعها العسكرية كتائب القسام، وأكدت على هذه الاستراتيجية طوال عقود.

ورغم تعرض الكثير من كوادر وقيادات الذراع السياسي والعسكري للحركة للاغتيال في الخارج مثل محمود المبحوح والمهندس التونسي محمد الزواري والعالم فادي البطش بالإضافة لعالم عراقي آخر، بالإضافة للقيادي عز الدين الشيخ خليل، إلا أن الحركة كانت تعلن أن الرد سيكون في قلب فلسطين.

وكانت حماس عبر قيادتها ومنظومتها الإعلامية ترجع ذلك إلى طبيعة المرحلة وصعوبة تنفيذ عمليات من قلب الدول العربية أو خارجها كون الأمر سيدخلها في مشاكل مع الدول، وهو ما جعلها تفضل البقاء على المواجهة داخل نطاق فلسطين.

وفي الآونة الأخيرة ومع إفصاح حركة تطلق على نفسها "حركة حرية" عن وجود ضابطين للموساد الإسرائيلي في حوزتها فإن ثمة ربط بين الحركة وبين حماس، وهو ما دفع الناطق باسم رئيس حكومة الاحتلال وصف المقطع الذي بثه تحقيقي صحافي بـ : "هذه هي مناورة يائسة أخرى تقوم بها حماس التي تحاول، على خلفية الأوضاع الصعبة التي تسود في قطاع غزة بسبب تصرفاتها الإرهابية، حشد التأييد لها في صفوف الجمهور الفلسطيني من خلال ترويج الأكاذيب المكشوفة".

ولكن بعد حديث هنية الأخير فإن ثمة ربط عن إمكانية لجوء حماس لعمليات أسر لضباط إسرائيليين عبر أذرع ممتدة في كل مكان، وبين حرية الحركة التي لا يعرف تفاصيلها، على غرار تجربة حركة فتح ومنظمة أيلول الأسود التي ثبت لاحقاً أنها تابعة للحركة.

ويعتقد مراقبون في أحاديث منفصلة لـ "شبكة قدس" أن تلويح هنية بالأذرع الممتد قد يكون في سياق التلويح المرحلي أي أن الحركة لم تقدم بعد على تنفيذ عمليات خارج نطاق جغرافيا فلسطين على الأقل في ضوء المشهد الإقليمي الحالي.

في السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن كان التصريح ينم عن حقائق فإن هذا لا شك أنه يشكل نوعا من التحول فحتى هذه اللحظة لا توجد عمليات عسكرية للحركة خارج إطار جغرافيا فلسطين المحتلة خلال السنوات الأخيرة.

ويوضح عرابي لـ "شبكة قدس" أن حماس لها أذرع خارج الأرض المحتلة دائمًا فهناك العديد من الأشخاص والقيادات استشهدوا في الخارج نتيجة قيامهم بأدوار دعم لوجستي وعسكري مثل المبحوح والشيخ خليل وشخصيات أخرى.

ويضيف أن الحركة وأذرعها الحالية تقوم على التدريب العسكري فالعديد منهم تدربوا في الخارج وأرسلوا إلى الداخل، حيث كان هناك معسكرات في سوريا للتدريب والتجارب العسكرية وكوادر تدربوا في كليات عسكرية في إيران.

وبحسب الكاتب والمحلل السياسي فإن حماس لها كوادر يعملون في الخارج في مجال جمع الأموال وإرسال السلاح إلى قطاع غزة وبالتالي فكرة وجود أذرع هي موجودة، لكن أن تقوم بعمليات مباشرة ضد الاحتلال هذا سيكون التحول لو حصل.

ويستكمل: "المعروف أن الاحتلال يلاحق هذه الأذرع فالاحتلال على سبيل المثال يتحدث عن مكتب عسكري للحركة في الخارج موجود في لبنان على وجه التحديد ويتحدث عن وجود شخصيات في أماكن أخرى، والتحول لو حصل فهو يعني قيام هذه الأذرع بالعمليات".

ويستبعد عرابي أن تتبنى حركة حماس مثل هذا النوع من العمليات فيما لو حصل وقررت الحركة أن تغامر خصوصًا وأنها تحافظ على علاقات متوازنة مع الدول العربية في الفترة الأخيرة، وستتبنى هذه الأعمال بأسماء الأخرى.

ويستطرد قائلاً: "من الوارد أن تعلن الحركة بأسماء أخرى مثلما كانت منظمة أيلول الأسود التي لم يعلن في البداية عن علاقتها بحركة فتح، وهذا كله مرتبط بصحة التسريبات التي تتحدث عن وجود ضابطين أسيرين في الخارج فقد تكون هذه الجهة تابعة لحركة حماس".

ويشير إلى أن الخيار الأفضل للحركة هو أن تتوازن بين الخيارات المتعددة لمواجهة الاحتلال وبين ألا تتورط في مشاكل إقليمية ودولية فالأسلم سيكون الحل الوسط المتمثل في عدم التبني المباشر والرسمي، ويبقى من غير الواضح أن أذرع الحركة في الخارج قد نفذت عمليات مباشرة.

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أنه لا تغير في استراتيجية حركة حماس في المواجهة مع الاحتلال حتى رغم حديث رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي أكد في كلمته على أن ساحة المعركة داخل فلسطين.

ويقول الصواف لـ "شبكة قدس" إن بعض الأمور قد تحدث ما يجعل الحركة تغير استراتيجيتها في العمل ضد الاحتلال بحيث تمارس عملها المقاوم في أي مكان يسمح لها بذلك أو تسمح لها الظروف بالقيام بذلك وهو أمر لا يحمل على وجود أذرع متعددة في كل الدول.

ويستكمل الكاتب والمحلل السياسي: "لا يوجد أي علاقة لحركة حماس بحركة حرية وأتوقع فيما لو أرادت الأولى أن تعمل من الخارج ضد الاحتلال فإنه سيكون معلناً وبصراحة ودون أي مواربة ولن تختبئ خلف أي حركة من الحركات".

#حماس #المقاومة