شبكة قدس الإخبارية

الجعبري ذكرى لا تموت

أحمد-الجعبري
مصطفى الصواف

من قال أن الجعبري قد مات ، ألم تقرءوا قول الله تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ").

هذا قول ربنا لا قول البشر، قد يكون الإغتيال الصهيوني غيب الجعبري عن الحياة جسديا، ولكن في الحقيقة الجعبري ما زال فينا حيا وعند ربنا ينعم في جنات النعيم.

أما ما زال فينا حيا، نعم هذه حقيقة ومن لا يصدق فلينظر لكتائب القسام، فلينظر لصواريخ القسام، فلينظر لجنود القسام، فلينظر لما فعله القسام في حجارة السجيل وفي العصف المأكول وفي سيف القدس، عندها سيدرك أن الجعبري بما فعل مع إخوانه لا زال حيا بفعله، وما يقدم وما تتطور في القسام من فعل وأداء على أرض الواقع.

الجعبري لم يكن قائدا فحسب بل كان صديقا للمقاومة وأخا للشعب الفلسطيني وعامل قوة ووحدة .

الجعبري قطع عهدا على نفسه وعلى كتائب القسام وعلى حماس أن يعمل على تحرير الأسرى من معتقلأت العدو، فكانت عملية الوهم المتبدد والتي أسرت فيها المقاومة (شاليط)، وبها أي العملية البطولية والتي استشهد فيها بطلين وتم أسر شاليط من قلب دبابته، بعد أن صعد الأبطال على ظهرها وأخرجوه منها.

نعم، أوفى الجعبري بوعده ووعد القسام وحماس، وفاوض من منطلق قوة عبر الوسطاء الاحتلال الصهيوني وتحمل كل المغريات والتهديدات وأصر على مطالبه وحقق شروطه، فأذل نتنياهو وأجبره على التنازل عن كل شروطه، وتمكن الجعبري ورفاقة من الإفراج عن الف وسبعة وعشرين بطلا من أبطال الحرية نصفهم تقريبا من اصحاب المحكوميات العالية، والتقى بهم وعانقهم ممن وصل إلى غزة وبعض من كان في الخارج.

ظن نتياهو المجرم أن بإغتيال الجعبري انتقم من حماس ومن الجعبري، وهو لا يعلم بأن الشهادة أسمي ما كان يرجوه الجعبري من الله ان تكون، فكانت الشهادة التي تمناها من الله ليفوز مرة إخرى على نتنياهو فكانت الأولى وفاء الأحرار، وكانت الثانية الشهادة في سبيل الله.

رحم الله الشهيد الجعبري رحمة واسعه فلا زال فينا حيا وعند ربه يرزق، وعلى الأرض لا زالت مفاعيل الجعبري تتفاعل مع المقاومة من خلال ما أسس من قوة في كتائب القسام، لازالت تعمل على تحقيق الهدف الذي وضعه أحرار فلسطين وهو تحرير الأرض من دنس المحتل، وهذا الهدف بإذن الله سيكون ولو بعد حين ، وسنطلق اسم الجعبري على أكبر ميدان في القدس وآخر في "تل أبيب".