شبكة قدس الإخبارية

تصاعد الحرب السيبرانية بين إيران والاحتلال

j8LGq
عدنان أبو عامر

في الوقت الذي ترتفع فيه حدة التهديدات المتبادلة بين إيران والاحتلال لمنعها من دخول النادي النووي، وصولًا إلى إمكانية اللجوء إلى القوة العسكرية، وتنفيذ ضربات هجومية، إن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، ربما لعلم الاحتلال أن هذه الضربة لن تكون نزهة آخر الأسبوع مع الإيرانيين، الذين قد يردون على ذلك، إما بالأصالة عن أنفسهم، أو بالوكالة عبر حلفائهم وأذرعهم في المنطقة.

هذا لا يعني أن يرتدع الاحتلال عن مواصلة إطلاق تهديداته، انطلاقًا من رغبته بإبقاء إيران في حالة استنزاف داخلي، وترقب خارجي، على اعتبار أن ذلك يخدمه على المدى البعيد في إبقاء طهران مستنفرة ومتأهبة، وتستشعر الخطر على مدار الساعة، وهو ما من شأنه ممارسة أقصى قدر من الضغط النفسي والأمني على أعصاب صناع القرار فيها.

بالتوازي مع ذلك تتصاعد في الآونة الأخيرة حرب ضارية بينهما، ربما ليست أقل قسوة من المواجهة العسكرية، وتتمثل في الحملات المتبادلة من هجمات الإنترنت المسماة "حروب السايبر"، التي باتت تستهدف مختلف المواقع الأمنية والعسكرية، وأخيرًا الأهداف المدنية في طهران و(تل أبيب)، الأمر الذي وجد ترجمته في مخاوف متنامية بينهما من اتساع رقعة هذه الهجمات من جهة، وإمكانية تدحرج الأمور بينهما إلى مواجهة عسكرية من جهة أخرى، حتى لو لم تكونا راغبتين فيها، بسبب الأثمان الباهظة المتوقع أن تدفعانها على مختلف الأصعدة الأمنية والعسكرية، داخليًّا وخارجيًّا.

 

لم يعد سرًّا أن الضربات السيبرانية التي تستهدف إيران و(إسرائيل) تصيبهما في خاصرتهما الرخوة بصورة موجعة، حتى لو أظهرتا أنهما قادرتان على مواجهتها، وتجاوز أضرارها، لكن المعطيات الرقمية تتحدث عن خسائر فادحة، ومخاطر متنامية، من قدرتها على الوصول إلى أهداف غاية في الحساسية.

صحيح أن هذه المواقع المستهدفة قد لا تكون عسكرية بحتة، لكنها كفيلة بإحداث شلل عام في الدولة، ولعل أكبر مثال على ذلك الاستهداف الإسرائيلي لمنظومة الحاسوب الخاصة بمحطات الوقود، وما أحدثه من فوضى عارمة في شوارع طهران، وفي المقابل الاستهداف الإيراني لمستشفى (هيلل يافيه) في الخضيرة الذي ما زال يعاني الأضرار الناجمة عنه، وعدم قدرة الشبكات الإلكترونية على العودة من جديد للعمل.

أيًّا كانت النتيجة المتوقعة من هذه الحملات المتبادلة بين إيران و(إسرائيل)، فإن التقديرات تتجه نحو استمرار هذه المواجهة من "حرب الظلال"، بدافع الفعل ورد الفعل، أو التأثير في مفاوضات إنجاز اتفاق نووي جديد، أو التمهيد لمعركة طاحنة تُنضج على نار هادئة، مع أنهما تخشيان الاقتراب منها، لأثمانها الباهظة وخسائرها الفادحة ونتائجها غير المتوقعة.

#السايبر #الهكرز