شبكة قدس الإخبارية

إطلاق نار واشتباكات مسلحة في الضفة الغربية: هل تتسع رقعة التصعيد؟

243153103_5022811221068209_7817018310535183117_n
نداء بسومي

الضفة الغربية المحتلة - قُدس الإخبارية: تصاعدت عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة بوتيرة ملحوظة منذ معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة في غزة دفاعاً عن المسجد الأقصى ورفضاً لتهجير أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة في مايو/ أيار الماضي.

في الأسابيع الأخيرة نفذت عدة عمليات للمقاومة كانت أبرزها الاشتباكات شبه اليومية في محافظة جنين ومخيمها عدا عن الإعلان عن غرفة العمليات المشتركة فيها، إلى جانب عملية نفق الحرية وما صاحبها من أحداث أشعلت جبهة الضفة مقارنة مع واقعها السابق.

وشكلت الاشتباكات التي خاضها مقاومون فجر أمس الأحد مع وحدات إسرائيلية خاصة واستشهد خلالها 5 شبان وأصيب ضابط وجندي إسرائيلي من وحدة دوفدوفان الخاصة بجراح وصفت بالخطيرة، إضافة نوعية لطبيعة العمليات التي تنفذ بعد أن وقعت القوة في كمين محكم نصب لها في قرية برقين بجنين.

وبموازاة ذلك، يتفق مراقبون على أن ثمة تحولاً في ساحة وجبهة الضفة الغربية بالرغم من الحالة المعقدة التي تعيشها مقارنة مع بقية الساحات، في ظل التنسيق الأمني القائم وصعوبة العمل المقاوم المسلح، إلا أن ثمة رهان فصائلي كبير عليها في قلب الطاولة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

في حديثه لـ "شبكة قدس"، يقول القيادي في الجهاد الإسلامي خضر عدنان إن عملية انتزاع الحرية التي هندسها الأسير محمود العارضة كان لها دورٌ في تصعيد الأحداث في الضفة الغربية والقدس، وقد كان لها الأثر الكبير في نفوس أبناء شعبنا انتصارًا واستشعارًا بإمكانية النصر، وأن هذه المنظومة الأمنية هشة، كما أن إعادة اعتقال المحررين الستة ألهبت المشاعر أكثر من أي وقت مضى في مقاومة هذا الاحتلال. 

ويضيف عدنان أن "انتفاضة الحرية" التي بدأت في السجون، والتضييقات التي مارسها الاحتلال قوبلت بعصيان كبير داخل الأقسام وحرق الغرف، كانت الشرارة لكثير من العمليات في الضفة الغربية والقدس، وعمليات إطلاق النار، "وما حدث أمس في جنين والقدس يؤشر بأن هناك جيلا شابا مقاوما صاعدا لا يقيم وزنًا لتهديدات الاحتلال". 

وخلال الأيام الماضية، شهدت العمليات نقلة نوعية كان عنوانها إطلاق النار والاشتباك المسلح، وحول ذلك يشير القيادي في الجهاد الإسلامي إلى تحول في استخدام الأسلحة النارية في مواجهة الاحتلال، "وأن الكثير من الأسلحة التي ظن البعض أنها فقط للمشاكل العائلية رأيناها تواجه الاحتلال وستكون كذلك".

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن ما يجري مؤخرًا في الضفة الغربية، ليس شيئًا جديدًا، "بل إنما حالة مستمرة منذ العام 2014، أخذت زخما كبيرا جدا مع هبة السكاكين، ثم أصبحت عمليات فردية خالصة أو ذات بعد تنظيمي بشكل أو بآخر".

ويوضح عرابي، في حديثه لـ "شبكة قدس": "لا بد لهذه الحالة أن تتبلور وتتراكم في بعض المناطق، لا سيما مع استفحال الاستفزاز الإسرائيلي، وفشل المشروع السياسي للسلطة الفلسطينية، واستمرار العدوان على المسجد الأقصى وعدد من الحروب التي خاضتها قطاع غزة، فكان لا بد أن يشكل كل ذلك رافعة معنوية ويدفع الفلسطينيين لمحاولة تأطير مقاومتهم للاحتلال في ساحات الضفة الغربية والقدس".

وينوّه المحلل السياسي إلى اتصال الأحداث الأخيرة بأحداث أيار\مايو الماضي، العدوان على مسجد الأقصى في رمضان وباب العامود وحي الشيخ جراح ومعركة سيف القدس، وما تخلل ذلك من أحداث شعبية وجماهيرية في الضفة الغربية وفلسطين ٤٨ والشتات الفلسطيني، مؤكدّا "أن هذا خط واحد متصل من النضال والكفاح الفلسطيني، ومن الطبيعي أن نتوقع دائما محاولات متكررة لترسيخ حالة مقاومة ولبلورة مجموعات مقاومة".

من جانبها، تقرأ الكاتبة لمى خاطر وعيًا بجدوى المقاومة أفرزته معركة سيف القدس، وانحيازًا لها على حساب "مشروع التسوية الكارثي"، وموجةً من الاشتباك أفضل من السنوات الماضية على الصعيد الشعبي والمسلح، وتعافيًا ملحوظًا في الروح المعنوية على صعيد الضفة، ولكن المنتظر ترجمة الروح لفعل ميداني.

من جانب آخر، تشير الكاتبة إلى واقع الضفة الذي يصعب فيه توقع معجزات كبيرة، فخلال انتفاضة الأقصى، استهدف الاحتلال خلايا المقاومة، وبعدها مرحلة التنسيق الأمني وما رافقها من حملات استهدفت بنية المقاومة، حتى أن الكثير من المواد المستخدمة في التصنيع العسكري باتت محظورة بما في ذلك مواد مستخدمة للنباتات". 

وتستطرد خاطر: "هناك قيود كبيرة جدًا ومتابعات أمنية واستخباراتية وعمليات رصد العناصر التي تحد من توسع العمليات بشكل كبير، وعلينا ألا نتوقع أن تحدث في فترة قياسية عملية تغيرات كبيرة بمستوى 180 درجة، المهم الآن البناء على التجارب الحاصلة حاليًا، وإدامة التفاعل في شارع الضفة الغربية، وإن تعافي المقاومة سيكون بالمراكمة والتتابع".

 

#الضفة #جنين #مقاومة #احتلال #اشتباك #سيف_القدس