شبكة قدس الإخبارية

معتقل جلبوع "الخزنة"

XxjpbeE007118_20210907_PEPFN0A001-scaled
يوسف شرقاوي

معتقل جلبوع، كما تصفه مصلحة السجون ب"الخزنة" حيث يوجد داخل زنازين المعتقل معتقلون هم الأخطر على أمنها، لذلك صممت زنازين هذا المعتقل لتحاكي خزنات بائع المجوهرات ليضع داخلها ما هو الأثمن من بين المجوهرات، بالإضافة إلى النقود.

ربما لن يُذكَر هؤلاء "الكاميكاز" بقيادة "الكاميكازي" محمود العارضة، كما ذكر نزلاء سجن عكا في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، وربما لن تغني فيروز، خبطة أقدامهم على الأرض بعد تحرير أنفسهم من السجن الأكثر تحصينا في العالم، وكذلك لن تطالهم قصيدة مديح من الشاعر نزار قباني، فقد رحل قبل هذا الهروب الأكبر من أعتى السجون بسنوات، وكذلك لن يكتب عنهم الشهيد غسان كنفاني رواية كرواية رجال تحت الشمس، لوجوده في عالم آخر، ولن يرسم تحررهم كرتونيا رسام الكاريكاتير الأشهر ناجي العلي، لأنه سبق رحيله فعلهم الفذ و"الكاميكازي".

لكن حتما سيكتب عنهم، وربما قد بدأ بالكتابة، كاتب سيناريو أفلام سينمائية، قد يفوق إخراج فيلمه هذا سيناريو فيلم الهروب الكبير "The Great Escape" 1963 للمخرج "جون ستورجس"، بطولة: ستيف مكوين، للكاتب الأمريكي: "بول بريكهل"؛ وهو قصة هروب 250 جندي وضابط من جنود وضباط دول التحالف من معتقل "شتالاج لوفت 3".

وقد يختار عباقرة الإخراج السينمائي شخصية بمواصفات القائد الفذ محمود العارضة، الذي وصفه الشيخ خضر عدنان بأنه يستطيع قيادة مجموعة بعينيه فقط عوضا عن الكلام.

العارضة، ونظرا لصلابة أرضية وجدران المعتقل، إختار النقطة الأضعف والأقصر، والأقرب من داخل الزنزانة لخارج المعتقل، لحفر نفق بأدوات بسيطة للغاية، وبأقل كمية من التراب ليسهل إخفائها وتسريبها للخارج مع المياه بعيدا عن النفق القصير.

#سجن_جلبوع