شبكة قدس الإخبارية

بين ناريّ المقاومة الفلسطينية والانقسام السياسي الإسرائيلي.. ما مصير "مسيرة الأعلام"؟

133257e17b1da884163eea010c2b0a5a-1622909663
نداء بسومي

 

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: يَذكر العالم جيدًا يوم العاشر من أيار 2021، حين شاهد الجميع على مرأى عدسات الكاميرات هروب المستوطنين المشاركين في "مسيرة الأعلام" عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخها باتجاه مدينة القدس المحتلة ردًا على اعتداءات المستوطنين والاحتلال بحق المدينة المقدسة وأهلها، قبل أن يقرروا لاحقًا إلغاء المسيرة التي يعقدونها سنويًا فيما يسمونه "يوم القدس العبري".

مجددًا، وفي إطار حالة من الهدوء الحذر الذي تشهده فلسطين عقب إعلان وقف إطلاق النار المتزامن بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن مستوطنو الاحتلال نيتهم تنظيم "مسيرة الأعلام" من جديد يوم الخميس القادم، مرورًا بباب العامود في مدينة القدس المحتلة.

المقاومة فرضت معادلتها

خلال معركة سيف القدس الأخيرة، استطاعت المقاومة فرض معادلتها "غزة – القدس"، بأنها لن تسكت على اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه في مدينة القدس وتجاه المقدسيين، وهو ما عبرت عنه لاحقًا المقاومة الفلسطينية بمعادلة "إن عدتم عدنا"، في إشارة إلى أن وقف إطلاق النار المتزامن لا يقتصر على وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، بل يشمل وقف الاستفزازات الإسرائيلية في عاصمة فلسطين.

يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف "إن كلام المقاومة واضح، إن استمر الاحتلال بنيته إقامة المسيرة واقتحام باب العامود، هذا سيعيد الكرة مرة أخرى لما حدث في معركة سيف القدس".

ويضيف الصواف في حديثه لـ “شبكة قدس”: "قد يتغابى الاحتلال وقد يفلح المستوطنون بالقيام باستفزازاتهم، وهذا يعطي مؤشرا واضحا بأن هذا الاستفزاز سيجر المقاومة للرد عليه".

وبحسب الصواف ففي حال امتناع الاحتلال عن إقامة المسيرة، فهذا يعني أنه بالتأكيد يخشى رد المقاومة، خاصة في ظل ما نسمعه من تصريحات قادة المقاومة بأن المقاومة الفلسطينية قادرة على الرد.

صراع السياسة في "إسرائيل"

وعلى الصعيد الداخلي في "إسرائيل"، يشير المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، إلى حالة من الانقسام داخل الوسط السياسي الإسرائيلي حول مصير المسيرة، "ففي مقابل تصريحات وزير حرب الاحتلال غانتس المطالبة بإلغاء المسيرة، كتب زعيم حزب (الصهيونية الدينية) اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش عبارات قاسية جدًا بحق إلغاء المسيرة، واعتبر إلغاء المسيرة تجريدًا للدولة اليهودية من مضمونها".

وفي السياق ذاته، قال الضابط الإسرائيلي المتقاعد آري أميت، الذي كان قائد منطقة القدس في شرطة الاحتلال إنه "يجب عدم الموافقة على المسيرة وإصدار أمر بمنعها بناء على الخطر الحقيقي الذي تشكله على أمن المستوطنين". بدوره أكد مفوض الشرطة السابق موشيه كرادي على ضرورة السماح "بحرية التظاهر وتنظيم المسيرات لكن على أن لا يؤثر ذلك على النظام العام والجمهور الإسرائيلي ككل".

وفي الوقت الذي تشهد فيه "إسرائيل" عدم استقرار سياسي، يرى جعارة في حديثه لـ “شبكة قدس” أن مسألة المسيرة من عدمها هي مسألة إسرائيلية داخلية في المقام الأول، حيث يحاول نتنياهو إفشال التصويت على حكومة التغيير المرتقبة، معقبًا: "السؤال هنا، هل نتنياهو معني بإلغائها؟، والجواب أن الذي ألغاها في المرة الأولى هو نتنياهو فلماذا لا يلغيها هنا، الحقيقة أنها تشكل ضربة سياسية لنتنياهو في حال عدم إلغائها، وفي الوقت نفسه تشكل ضربة سياسية لبينت ولبيد في حال الاستمرار فيها".

من الجدير بالذكر، أنه من المقرر عقد اجتماع أمني داخل حكومة الاحتلال، اليوم الأحد، لدراسة مصير المسيرة، إما بإقامتها وما تحمل من مخاطر تصعيد محتمل مع المقاومة الفلسطينية أو الإلغاء وما يحمله ذلك من تصاعد غضب اليمين المتطرف لدى الاحتلال.

 

#غزة #القدس #إسرائيل #المقاومة #مستوطن #احتلال #تصعيد #المقاومة_الفلسطينية