شبكة قدس الإخبارية

كيف انهارت "القبة التي لا تُهزم" أمام صواريخ المقاومة؟

1-368-730x438-1
نداء بسومي

رام الله - خاص قدس الإخبارية: مع بدء سريان وقف إطلاق النار، فجر الجمعة 21 أيار 2021، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن اتفاقه مع نظيره في حكومة الاحتلال بيني غانتس على "أهمية حصول إسرائيل على القدرات لصد الهجمات الصاروخية"، يأتي هذا بعد 11 يومًا من التصعيد، كان فيها الداخل المحتل من أم الرشراش المحتلة جنوبًا إلى حيفا المحتلة شمالًا تحت مرمى رشقات صواريخ المقاومة.

وفي الوقت الذي صرح فيه الاحتلال أن القبة الحديدية استطاعت اعتراض 90% من صواريخ المقاومة باتجاه الأراضي المحتلة، كشفت تقارير إعلامية أن البيانات الرسمية تشير إلى أن القبة لم تستطع اعتراض أكثر نصف الصواريخ، وهو ما تزامن مع ما نقله أفراد، فلسطينيون ومستوطنون، في الداخل المحتل تفيد بوقوع صواريخ على مقربة منهم دون أن يذكر الإعلام العبري أي شيء عنها.

في حديثه لـ "شبكة قدس"، يشير المختص في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة إلى أن 36 صاروخًا أطلقته المقاومة خلال الرشقة الأولى في جولة التصعيد هذه، وبحسب الإعلام العبري فإن القبة الحديدية اعترضت فقط 6 صواريخ، أي أنها لم تصل نسبة اعتراضها السدس، قبل أن يتم استدراك الخبر ونفيه بموجب الرقابة ومنع النشر الذي يفرضه الاحتلال على الإعلام، في إشارة إلى حالة تناقض بين تصريحات جيش الاحتلال وما يبث في وسائل الإعلام العبرية

وعلى مدار السنوات الماضية، حاول الاحتلال ترويج القبة الحديدية كمنظومة الدفاع المُثلى ضد الصواريخ المنطلقة من المقاومة الفلسطينية، وعززت من انتشارها في الداخل المحتل، خاصة في غلاف غزة، وبحسب جعارة، تتراوح تكلفة الصواريخ التي تطلقها القبة، كما يوردها الاعلام العبري، ما بين 60 ألف إلى 70 ألف دولار، ويضيف:" هذا التكلفة لاعتراض صواريخ تكلفتها تتراوح ما بين 80 – 500 دولار فقط"، لافتًا إلى استراتيجية المقاومة الفلسطينية في تجاوز القبة الحديدية من خلال كثافة عدد الصواريخ، "فعندما تكون صواريخ المقاومة كثيفةً، فإنها تعمل على تضليل اتجاهات انطلاق صاروخ القبة الحديدية ومساراته."

ويتساءل المختص في الشأن الإسرائيلي: طالما تعترض القبة الحديدية صواريخ المقاومة، كما يزعم الاحتلال، فلماذا يهرب المستوطنون من مستوطنات غلاف قطاع غزة باتجاه الشمال؟

من جانبه، يقول الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات، إن الجبهة الداخلية في كيان الاحتلال باتت تعلم أن قيادتها تكذب، بدليل أن القبة الحديدية لم تستطع صدّ الصواريخ بالقوة التي زعمها الاحتلال، وأن الصواريخ سقطت في كل مكان وألحقت أضرارًا وشوهد المستوطن يهرب إلى الملاجئ خوفًا من هذه الصواريخ.

ويضيف عريقات في حديث لـ "شبكة قدس"، "الاحتلال نفسه اعترف بأن آلاف الصواريخ أطلقت في قطاع غزة وسقطت في الداخل المحتل، فالإحصاء الحقيقي لعدد الصواريخ تم من قبل الاحتلال، ومن قبل الناطقين العسكريين الإسرائيليين، وبالتالي الاحتلال نفسه يكذب ويصدق نفسه"، معقبًا: "على أرض الواقع أثبت الفلسطينيون أن هذه القبة فشلت، وهناك ضباط إسرائيليين أيضًا اعترفوا بهذه الحقيقة."

ويرى الخبير والمحلل العسكري أن هناك معركة عقول بين الفلسطينيين والاحتلال، واستطاع الفلسطيني أن يتفوق على نفسه من خلال مواجهة القبة الحديدية، واستغلال الثغرات الموجودة فيها، واستطاعت صواريخ المقاومة أن تتجاوز هذه القبة، وتصل إلى أهدافها، مشيرًا إلى اعتياد الاحتلال لأن ينفي خسائره، لكن بطريقة غير مباشرة وعبر أفراد من الداخل المحتل، تم تفنيد هذه الروايات.

#حماس #القسام #سرايا_القدس #صواريخ_المقاومة #سيف_القدس #القبة_الحديدية #فلسطين_تنتصر