شبكة قدس الإخبارية

تطور أداء المقاومة في المواجهة: كيف أصبح ضرب "تل أبيب" كشربة الماء؟

نداء بسومي

غزة - قُدس الإخبارية: لم يدُر في خُلد الفلسطينيين والعالم أجمع أن يصبح قصف مدينة تل أبيب المحتلة سهلًا كـ "شرب الماء" كما وصفه الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، ولم يخطر ببال المستوطنين وحكومتهم أن يُفرض عليهم منع التجول بأمر من المقاومة، وأن تحدد لهم الأخيرة مواعيد الخروج والدخول والهروب إلى الملاجئ.

ومنذ أول يومٍ في هذه الحرب، بدأت المقاومة الفلسطينية بقصف مدينة القدس المحتلة، وتبعها قصف تل أبيب لاحقًا، وهو الحد الذي انتهت إليه حرب عام 2014، وانطلاق المقاومة في هذه الحرب من السقف الذي انتهت به الحرب الماضية قد يدفع للتساؤل، إلى أي حد طورت من إمكاناتها بين الحربين، لتبدأ الحرب من حيث انتهت المرة الماضية، ولتفرض المعادلات على المحتل؟

في حديثه لـ"شبكة قدس" يقول الخبير العسكري والاستراتيجي فايز الدويري: "الآن هذه الحرب هي حرب مفاجآت، ظهر فيها نوع من الأسلحة مثل عياش 250، وطائرة شهاب، والحديث الآن عن غواصات أو "طُربيد موجه"، كما أن آلية التعامل مع القبة الحديدية كانت أكثر كفاءة بحيث لم تتمكن القبة من إنجاز المطلوب منها."

ويؤكد الدويري على أن قدرة المقاومة على الاستمرار في القصف، ووضع ما يقارب 7 مليون مستوطن في دائرة الاستهداف، وتأكيد أبو عبيدة لساعات الخروج والدخول ومنع التجول، على أن منحنى تطور المقاومة في تصاعد على عكس الاحتلال، ويشير الدويري إلى أن حديث الإعلام العبري عن غواصات طورتها المقاومة قد يحمل نوعًا من المبالغة في التوصيف، لأهداف مستقبلية من أجل فرض مزيد من الحصار البحري على قطاع غزة.

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن المقاومة ما كانت لتبدأ بهذا السقف العالي بقصف تل أبيب والقدس المحتلتين، أو أن تكشف عن هذه المقدرات التي تمتلكها بفعل تطويرها وجهدها، إلا وهي تثق بما عندها، وبالقدرات التي بين أيديها، مستدركًا: "خلال 6 سنوات فقط، بالرغم من الحصار الهائل والخذلان الكبير لأهلنا في القطاع والمقاومة هناك، تمكنت المقاومة من تطوير نفسها بشكل كبير، وهو ما يسجل ذخرًا استراتيجيًا للشعب الفلسطيني."

المواجهة الحالية: حرب المعادلات

وخلال هذه المعركة، عملت المقاومة على فرض معادلات عدة في واقع المواجهة مع الاحتلال، فأصبحت تحدد موعد قصفها ودائرة استهدافها، وتفرض منع التجول من عدمه، وتعقيبًا على ذلك، يشير المحلل السياسي في حديث مع "شبكة قدس" إلى أن فرض المعادلات "مسألة متعلقة بالمراكمة، والصبر، والإرادات، والمثابرة، والسعي لتطوير القدرات والإمكانات، وليست بالضربة القاضية."

ويضيف عرابي أن المقاومة تمكنت من كسر المعادلات التي يحاول الاحتلال فرضها على قطاع غزة، حيث لم تسمح للاحتلال بأن يكون صاحب اليد العليا، "وبالتالي كانت المقاومة ترد رغم كل الظروف على الاغتيالات أو التوغل بردود إما عسكرية أو أمنية، وبالتالي فشلت سياسة الاحتلال بأن يجعل سلاح المقاومة في غزة سلاحًا سياسيًا أو تفاوضيًا لتحسين شروط الحياة داخل القطاع."

ويرى عرابي أن المقاومة تحاول أن تكسر المعادلات التي يحاول الاحتلال فرضها على المستوى الوطني، موضحًا: "تريد المقاومة أن تقول إن هذا السلاح ليس فقط لغزة بل سلاح فلسطين، وبالتالي تفتح المقاومة نافذة في جدار مسدود ومغلق."

الغواصات: تطويع جديد للبحر

في حرب عام 2014، أبهرت المقاومة العالم في عملية زيكيم البحرية، بتنفيذ عملية إنزال خلف خطوط الاحتلال عبر البحر، من خلال الضفادع البشرية، وفي تطويع جديد للبحر، تداولت وسائل إعلام عبرية، خلال جولة الحرب الحالية، عن تطوير المقاومة لغواصات ذاتية القيادة قادرة على حمل متفجرات بوزن 50 كيلوغراما، حاولت من خلالها استهداف منصة غاز للاحتلال قرب أسدود.

وحول ذلك، يقول الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات، إن الغواصات التي تم الكشف عنها مؤخرا، هي جزء من المفاجآت التي كانت تعدها المقاومة الفلسطينية، ومثلما صنعت الصواريخ هي حتما قادرة على صناعة الغواصات والمسيرات البحرية ضمن معركة العقول والتصنيع والاستعداد. مؤكدًا على أن "من صنع الصواريخ والمسيرات البحرية قادر على صناعة الغواصات وتطويرها، وهذه معركة عقول بيننا وبين الاحتلال."

ويرى عريقات في حديثه لـ"شبكة قدس"، أن تأثير هذه الغواصات معنوي على الاحتلال الإسرائيلي أكثر منه تأثير مادي. مشيرًا، إلى أن المقاومة قادرة في قادم الأيام على تطوير صناعاتها الحربية مثلما طورت صناعتها للصواريخ التي كانت لمسافات قصيرة ووصلت إلى مئات الكيلومترات.

#غزة #فلسطين #الاحتلال #المقاومة #صواريخ #سيف القدس