شبكة قدس الإخبارية

التحقيق الميداني.. أداة مخابرات الاحتلال الأهم في الحصول على معلومات عن المقاومين

RjAmv

 

الضفة المحتلة - قُدس الإخبارية: تحوّلت إحدى البنايات في قرية عقربا القريبة من نابلس منذ منتصف ليلة أمس، إلى مركز تحقيق ميداني تُشرف عليه مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، إذ تقوم باستجواب كل من يتم اعتقاله على يد وحدات جيش الاحتلال الخاصة، في إطار حملتها للوصول لمنفذ عملية زعترة.

تقول إحدى ساكنات البناية لـ"قدس الإخبارية" إن مخابرات الاحتلال حوّلت الطابق الأول إلى مركز للتحقيق، استجوبت فيه البداية كل من فوزي ريحان ونجليه رداد وقاسم، للاشتباه بمساعدتهما منفذ عملية زعترة مساء الأحد الماضي. 

وتضيف أن أصوات المستجوَبين كانت تصل إلى المحتجزين في الطوابق الأخرى لشدة التعذيب الذي يتعرضون له، إلى درجة أن سكان البناية سمعوا أصوات تكسير ممتلكات، وهو ما قد يعني استخدام ممتلكات المنزل في ضرب المعتقلين أثناء التحقيق معهم.

وتوضح أن جيش الاحتلال اعتقل شابين آخرين من منطقة أخرى، وجلبهم للتحقيق معهم داخل الطابق الأول من البناية، وهو ما يشير إلى أنه تعامل مع المكان كمركز للتوقيف وأيضا التحقيق، بما في ذلك التحقيق العسكري. 

أهداف التحقيق الميداني

يتعامل الاحتلال مع التحقيق الميداني كأداة مهمة في تحقيق الإنجازات السريعة والخاطفة في ما يتعلق بملاحقة المطاردين أو محاولة الوصول لمنفذي عمليات فدائية، لذلك عادة ما يتضمن هذا النوع من التحقيق ممارسات وحشية خاصة وأنه يجري خارج دائرة التوثيق الرسمية، بمعنى لا يجري في غرف التحقيق المجهزة بكاميرات سرية يمكن استدعاؤها في حال تقدم أحد المعتقلين بشكوى.

وتقوم مخابرات الاحتلال باختيار المنزل المراد تحويله لمركز تحقيق ميداني، ضمن عدة معايير من أهمها: قربه على المنطقة التي يتوقع وجود منفذ العملية أو المطارد فيها، وجود عدد من المعتقلين من سكان المنزل، وأخيرا قرب المنزل من منازل معتقلين آخرين.

وتشهد عمليات التحقيق الميداني استهدافا مكثف لجسد المعتقل ونفسيته، والهدف هو الحصول على معلومة سريعة تسرّع مسار التحقيقات خاصة في القضايا التي تتعامل معها مخابرات الاحتلال كقنابل موقوتة، بمعنى أن الوقت قد يُنتج المزيد من عمليات المقاومة.

وبعكس الأهداف التي تريدها مخابرات الاحتلال من هذا النوع المهم من التحقيق، يمكن للصمود فيه إتاحة فرصة للمطاردين أو منفذي العمليات للتحرك وأخذ الاحتياطات اللازمة بسرعة تسبق سرعة المعلومة واستعداد القوات الخاصة لمداهمة أي مكان تسير باتجاهه معلومات التحقيق، بل وفي بعض الحالات قام بعض المستجوبين بإعطاء معلومات غير دقيقة ساهمت في تشويش التحقيق ونجاة الهدف. 

استهداف جسدي ونفسي للحصول على المعلومة

يروي الأسير المحرر علاء العلي في إفادته لـ"قدس الإخبارية" عن تجربته مع التحقيق الميداني، قائلا إنه كان متحصنا في أحد المنازل، عندما حاصرته قوة من جيش الاحتلال، وقد استخدمت والدته كدرع بشري، إذ قام جنود القوة بتوجيه البنادق باتجاهها قبل أن يفتحوا تفاوضا مع العلي لتسليم نفسه.

ويضيف العلي أن ضابط مخابرات الاحتلال برفقة قوة الجيش اقتحم عليه المنزل، بعد أن استخدمت القوة والدته وشقيقه وشقيقته كدروع بشرية، وقاموا بالاعتداء عليهم من أجل ممارسة ضغوط نفسية عليه، وفي اللحظة التي وصلوا فيها إليه، قاموا بتقييده بشكل سريع وبدأوا بالتحقيق معه بداية عن السلاح الذي كان بحوزته.

ويوضح العلي أن ضابط المخابرات قام بسحبه بالقوة إلى إحدى زوايا المنزل، وبدأ معه تحقيقا مكثفا شمل عمليات ضرب عنيف على كل أجزاء جسده، مع التركيز على الأماكن التي فيها إصابات، وكان الهدف هو الحصول على معلومات تقود لاعتقال شخصين تشتبه مخابرات الاحتلال أنهما يشكلان خطرا آنيا. 

ويشير العلي - بحكم تجربته وآخرين التقاهم- إلى أن التحقيق الميداني لا يمكن أن يستمر لأكثر من ساعات، يحاول فيها ضابط المخابرات بكل قوته الحصول على معلومات مهمة، وفي حال رفض المعتقل الاعتراف، يقومون بنقله إلى مراكز تحقيق الاحتلال الرسمية.

وتقول الأسيرة المحررة ميس أبو غوش لـ"قدس الإخبارية" إنها تعرضت لتحقيق ميداني لحظة اعتقالها، وكان الهدف الحصول على معلومات من داخل أجهزتها الإلكترونية، وقد تعرضت للضرب على يد مجندات من جيش الاحتلال خلال استجوابها من قبل ضابط المخابرات. 

وأوضحت أن فترة اعتقالها شهدت حملة اعتقالات ضد طلبة من جامعة بيرزيت، من بينهم الأسير المحرر أمير حزبون والأسيران يزن مغامس وقسام البرغوثي، وجميعهم تعرضوا لتحقيق ميداني قاسٍ، وصل حد استخدام الكلاب البوليسية في عمليات التحقيق، كما في حالة الأسير البرغوثي.

ظاهرة تتوسع.. تحقيق خارج القانون 

يوضح الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى حسن عبد ربه لـ"قدس الإخبارية" أن ما يجري اليوم في قرية عقربا هو نسخة عما جرى في بلدة يعبد القريبة من جنين قبل أشهر، والقاسم المشترك في الحالتين هو احتجاز المعتقلين داخل أحد المنازل والتحقيق معهم ميدانيا. 

وأشار إلى أن التحقيق الميداني يأخذ أشكالا مختلفة، من بينها التوقيف على الحواجز الإسرائيلية، والتحقيق مع المعتقلين داخل منازلهم لحظة اعتقالهم، والشكل الذي يدور الحديث عنه هو التحقيق الميداني الجماعي. 

وقال إن الهدف من عمليات التحقيق الميداني هو جمع معلومات بشكل سريع عن مقاومين بهدف الوصول لهم، مشيرا إلى أن ضباط مخابرات الاحتلال يجرونها خارج أي منظومة قانونية، بمنطق قوة الاحتلال.

#عملية #الضفة #مقاومة #احتلال #تحقيق_ميداني