شبكة قدس الإخبارية

حملات عفوية وسريعة.. مغتربو سلواد يساندون بلدتهم بمواجهة كورونا 

شذى حمّاد

رام الله - خاص قدس الإخبارية: تمكن مغتربو بلدة سلواد شرق رام الله، من جمع مبالغ مالية لتغطية شراء أجهزة تنفس وشرائح فحص كورونا، وتوفيرها بالمجان لأهالي البلدة، بعد ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات. 

رئيس بلدية سلواد أسامة حماد أوضح لـ "قدس الإخبارية"، أن الحملة التي بدأ بها مغتربو سلواد في الولايات الأمريكية، انطلقت بشكل عفوي وسريع لتوفير 10 أجهزة تنفس، إلا أن التبرعات التي جُمعت تغطي شراء 50 جهاز تنفس، مشيراً إلى أن البلدة كان متوفر فيها سبعة أجهزة فقط.

وأشار حماد إلى أن المبالغ التي تم جمعها -والتي تبلغ نحو نحو ٤٥ ألف دولار- ستغطي شراء 20 جهاز تنفس كهربائياً، 15 جهاز تنفس سعة خمس لتر، وخمسة أجهزة تنفس سعة 10 لتر، وسيتم استغلالها أيضاً لتغطية شراء شرائح الفحص، وأدوية وفحوصات صحية لمصابين كورونا من المحتاجين. 

وساهم فيما بعد بالحشد للحملة أسرى من بلدة سلواد يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، وهم: بلال عجارمة والأخوين رأفت وأكرم حامد، وقد أرسلوا الرسائل للمغتربين في الخارج للاستمرار في مساندة أهالي البلدة، وسط استمرار تفشي الوباء وارتفاع أعداد المصابين. كما أطلقوا الدعوات لإتمام تجهز المستشفى داخل البلدة. 

ويبلغ عدد أهالي سلواد نحو 10 آلاف نسمة، وتشهد البلدة ارتفاعاً ملحوظاَ بأعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، وقد سجلت في 16 آذار الجاري 52 إصابة في يوم واحد فقط، وذلك ضمن حملة فحوصات مجانية وعشوائية واسعة، نفذتها لجنة الطوارئ والبلدية في سلواد. 

وبيَن حماد أن بلدية سلواد ولجنة الطوارئ تغطي منذ شهر ونصف الفحوصات بشكل مجاني، لمن لديه أعراض الإصابة بالفيروس من أهالي البلدة المحتاجين. 

وقال: "ارتفاع الحالة الوبائية في سلواد وتسجيل إصابات عالية، خلال فترة زمنية محدودة، قادنا للقيام بإجراءات جديدة وتوفير الفحوصات المجانية ومتابعة المصابين". 

وأعلنت بلدية سلواد ولجنة الطوارئ الإغلاق الشامل لكافة مرافق البلدة والمحال التجارية، لمدة يومين، لمحاولة حصر أعداد المصابين. 

وأكد حماد أن كافة الإجراءات المتبعة جاءت بعد تقييم داخلي لخطورة الوضع واتساع دائرة المصابين بالفيروس. 

ولم توفر وزارة الصحة الفلسطينية نقطة فحص داخل البلدة أو في القرى المجاورة، فيما كانت تُجرى الفحوصات المدفوعة في المراكز الصحية الخاصة داخل البلدة، ويبلغ قيمة الفحص (100 شاقل)، وهو أحد الأسباب الذي يدفع الأهالي لعدم إجراء الفحص لتكلفته العالية، وسط الإغلاقات المفروضة وتعطل الأعمال. 

وكانت بلدة سلواد شكلت في بداية انتشار الوباء في فلسطين العام الماضي، لجنة طوارئ مكونة من بلدية سلواد وباقي مؤسسات البلدة وممثلين عن العائلات، وتمكنت في ليلة واحدة من جمع نحو 450 ألف شيقل بتبرعات من مغتربي البلدة والقاطنين فيها. 

يعلق حماد: "في بداية انتشار الوباء عقدنا اجتماع لمؤسسات البلدة والعائلات بهدف مناقشة ماذا يمكننا أن نفعل في مواجهته، ولكن تفاجئنا خلال الاجتماع أن حملة جمع تبرعات انطلقت بشكل عفوي وسريع من قبل المشاركين بالاجتماع، وامتدت عبر البث المباشر في فيسبوك إلى أمريكا، وبدأ المغتربون بمساندة الحملة والتبرع لها".  

وأضاف، "منذ بداية انتشار الوباء لم نوجه دعوة واحدة لجمع التبرعات، التبرعات جاءت بمبادرات عفوية".

وعن صرف التبرعات التي جمعت في بداية انتشار الوباء، يقول حماد، "أدرنا صرف التبرعات ولم نهدرها، وقمنا بمساعدة العائلات المحتاجة والمتضررة داخل البلدة، وذلك بدعمها شراء الطرود التموينية وحاجيات أساسية كالحليب والغاز والكهرباء، وقد كررنا ذلك عدة مرات". 

وأشار أن المبلغ لم يصرف كاملاً، واليوم يغطي هذا المبلغ توفير الفحوصات المجانية لأهالي البلدة إضافة لتوفير العلاج والأدوية لبعض العائلات، وتابع: "كنا نعلم أن كورونا لن تكون برمضان فقط وستمتد لعدة شهور، وهو ما نشهده اليوم".