شبكة قدس الإخبارية

ما حقيقة ما يحدث داخل مجمع فلسطين الطبي؟ 

160449399_264126205286962_3547037106958377727_n (1)

 

رام الله - قُدس الإخبارية: ساهمت جائحة كورونا في الكشف عن مدى هشاشة النظام الصحي في فلسطين، وذلك من خلال المعاينات اليومية التي يسردها مرافقو وذوو مرضى ومصابين بكورونا، وأيضا من خلال اعتراف وزارة الصحة بأن القدرة الاستيعابية للمستشفيات قد نفذت، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على أوضاع المرضى الصحية.

واتهمت عائلة المتوفاة هدى برجس (43) عاما، وزارة الصحة الفلسطينية بالتقصير في التعامل مع مرضى كورونا في مجمع فلسطين الطبي، ما أدى لوفاتها الخميس الماضي 11 آذار|مارس 2021.

وقال نجلها محمد برجس لـ"قُدس الإخبارية": إن وضعها الصحي كان مستقرا حينما دخلت إلى مستشفى رام الله، لكن حينها بدأت أمورها تزداد سوءا، بسبب الانخفاض المفاجئ في مستويات الأكسجين لديها ولدى المرضى الذين يمكثون في الغرفة ذاتها.

وقال: تواصلنا مع الأطباء وأخبرونا أن هناك ضغطا على الأكسجين بسبب زيادة عدد المرضى الذين يحتاجونه، وهو ما يتسبب بهذه الانخفاضات في نسبته لدى المرضى.

وأكد نجلها محمد باجس، أن المستشفى حاولت إقناعهم على الدوام بالتوقيع على الأوراق اللازمة لإدخالها غرفة التنفس الاصطناعي والتي تبلغ نسبة خروجها منها على قيد الحياة مهما كانت حالتها 5% فقط. مضيفا: هددونا بتحميلنا مسؤولية فقدانها في حال لم نوافق، واضطررنا في النهاية إلى الموافقة.

وأشار، إلى أنها مكثت على أجهزة التنفس الاصطناعي نحو يوم واحد فقط، حيث فارقت الحياة الخميس الماضي بعد خلل في الكهرباء في المستشفى ما أدى لوفاتها وأربعة آخرين. وبحسب أرقام وزارة الصحة تم تسجيل 16 حالة وفاة في الضفة المحتلة في ذات اليوم متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا. 

 وحول الأوضاع داخل الأقسام المخصصة لمرضى كورونا، أوضح: هناك عدد كبير من المرضى يتواجد للعناية الطبية بهم ثلاثة ممرضين فقط، وهناك مشكلة حقيقية في التعامل مع المرضى.

وبحسب نجل المريض عبد ربه خطيب، فإنه تم وضع والده على أجهزة التنفس الاصطناعي، بعد انتكاسة طرأت على صحته بفعل الانقطاعات المتكررة في الأكسجين أول أمس الخميس، حيث وصل إلى مرحلة حرجة.

وقال أيوب خطيب لـ"قُدس الإخبارية": بحسب ما أخبرنا الأطباء، فإن أسباب الانقطاعات في الأكسجين كانت بفعل الضغط على المحول المزود للأكسجين في غرف العناية المكثفة.

وأكد خطيب، أن المشكلة تكمن في الإمكانات التي توفرها وزارة الصحة الفلسطينية لا في الكوادر البشرية الذين خانتهم التجهيزات على حد تعبيره.

وناشد خطيب، الصحة، لإنقاذ حياة المرضى الذين يمكثون على أجهزة التنفس الاصطناعي، والحد من إمكانية وصولهم لهذه المرحلة التي من الصعب الخروج منها.

في حين اتهمت منال مصلح، وزارة الصحة الفلسطينية بـ"قتل" والدها، الذي توفي بعد 20 يوما في العناية المكثفة. قائلة: "منعونا من زيارته، وتفاجأنا في يوم وفاته أن باب الغرفة التي يتواجد بها مفتوحا، دخلنا خلسة لنراه ملقى على سريره دون جهاز تنفس ودون الإبر التي كانت ترافقه، نصف جسده على السرير والآخر يكاد يقع على الأرض".

وأضافت لـ"قُدس الإخبارية": وجدناه ميتا، ورفض الأطباء الإقرار بوفاته خوفا من تحميلهم مسؤولية التقصير والإهمال، وتم طردنا من المستشفى، وبعد ساعات ذهبنا إلى المستشفى لنجده داخل كيس بلاستيكي يجهزونه لوضعه داخل ثلاجات المستشفى". مشيرة، إلى أن الأطباء قدّروا بأن وضعه الصحي مستقر ويحتاج إلى يومين للخروج بشكل نهائي من قسم العناية المكثفة إلى الغرف العادية قبل يوم واحد من وفاته.

وأشارت مصلح، إلى أنها قدمت شكوى إلى الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، والتي وعدتها على حد قولها بتشكيل لجنة تحقيق في الأمر.

وبدوره، أكد مدير مجمع فلسطين الطبي أحمد البيتاوي لـ"قُدس الإخبارية"، أنه لا يوجد ولا حتى حالة واحدة توفيت جراء خلل بالأكسجين داخل  أقسام المجمع.  قائلا: أنفي ما يتم تداوله حول وفاة عدد من مصابي كورونا في المستشفى، بسبب نقص في الأكسجين أو خلل ما.

وأضاف البيتاوي: زيادة عدد الإصابات بكورونا أرهق وأنهك الطواقم الطبية، وعلى الرغم من ذلك نعمل على مدار الساعة لخدمة المرضى، وأقرت وزارة الصحة مؤخرا زيادة عدد الكوادر الموجودة.

 وبحسب مدير مجمع فلسطين الطبي، فإن المجمع يحتوي على خمس محطات أكسجين بالإضافة إلى مضخة كبيرة تعمل على تعويض النقص في الأكسجين مباشرة. مؤكدا أن المستشفى لا تعاني من نقص في الأكسجين كما أن الأكسجين ثابت لا خلل فيه على الرغم من أن كل مريض كورونا يستهلك ما يحتاجة 15 مريضا آخر.

وأكد البيتاوي على أن القدرة الاستيعابية للمستشفى فيما يخص استقبال مرضى كورونا بلغت صفر، ويتم التعامل مع المرضى باستقبالهم في قسم الطوارئ لحين شغور أسرة.

وقال: نعمل على إنشاء قسم جديد لمرضى كورونا بقدرة استيعابية 11 سريرا مجهزة تجهيزا كاملا سيتم بدء العمل بها يوم غد الأحد.

وحاولت"قُدس الإخبارية" التواصل مع وزارة الصحة؛ دون رد، في الوقت الذي تواصل فيه نفي فقدان السيطرة على الوضع في الضفة المحتلة.

#رام الله #صحة #الصحة #مرضى #مستشفيات #كورونا #وزارة_الصحة #أكسجين #العناية_المكثفة #مستشفى_رام الله