شبكة قدس الإخبارية

"لن ننسى".. فلسطينيون يروون الذاكرة المؤلمة لعدوان 2008 على غزّة

882094b0-b7d7-4f06-a5e8-e5424fae0414

فلسطين المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: لم تنجح 12 سنة من تقلبات الحياة في فلسطين، بمنح النسيان لما تركه عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2008، من جرح غائر في القلب والذاكرة.

ويستذكر الفلسطينيون في الواقع والمنصات، اللحظات الأولى لبدء العدوان على قطاع غزة، فكثيرون كانوا على مقاعد الامتحانات في المدارس، وآخرون كانوا في جامعاتهم، بعضهم كان على باب منزله وتلقى خبر استشهاد شقيقه أو صديقه، كل منهم يحمل اليوم شارة البداية والنهاية الدامية في ذاكرته.

وتداولت المنصات سؤالًا مفاده: "أين كنت لحظة العدوان على غزة عام 2008"، ليكتب الجيل الشاب اليوم ذكرياته الخاصة التي عايشت الضربة العسكرية بصواريخ الاحتلال على مقرات للشرطة الفلسطينية وعدد من المؤسسات والمواقع، خلفت شهداء وجرحى.

وبين الخاص والعام، نشر بعض رواد المنصات من الذاكرة الخاصة، أسماء شهداء من الرفاق والصحبة والأقارب، فيما نشر آخرون إحصائيات عامة لأعداد الشهداء (1417 شهيدا)، فيما كانت حصيلة المقاومة مختلفة تمامًا، حيث تم إطلاق 130 صاروخا وقذيفة هاون خلال أيام العدوان.

وكتب الكاتب الفلسطيني مهند أبو غوش عبر فيسبوك: "قبالة كل مقذوف متفجر تم إطلاقه من غزة نحو من يقصف غزة، سقط 11 شهيدا. وإحصاءات القسّام تختلف: مقابل كل صاروخ تم إطلاقه، استشهد 3 من عناصر الكتائب خلال 22 يوما من القتال. ومع انتهاء الحرب في 18 كانون ثاني 2009، كانت غزة تبحث عن أشلاء أبنائها تحت الركام وبقايا القذائف وتصريحات التضامن الخجولة العربية. وكان مجتمع المستوطنة يبحث عن بقايا كرامته التي انمسح بها البلاط، وبساطير القسّام، المستوردة بطرق شتى من جمهورية الصين الشعبية".

فيما نشر رسام الكاريكتير محمود عباس، "في مثل هذا اليوم، تحديداً 27/12/2008، بدأت أقسى حرب وأمرّ ذكرى لم تُمحَ آثارها حتى الآن. يوم قصفت غزة بأطنان القنابل فاستشهد شقيقي "حسين " ولحقه "والدي" بعد ثلاثة أيام بقصف بيتنا. بينما لم يمر على استشهاد شقيقي "مصطفى" سوى سنة فقط! يظن الناس أننا تعافينا من تلك الصدمة، ولا يعرفون أننا نكابر".

وأضاف: "أتدرون حجم الألم حين تحاول رفع أخيك الذي قصفت طائرة استطلاع على بعد أمتار من بيتكم فتجده خفيفاً جداً، لا يتجاوز ال ٤٠ كيلو جراماً! فتصدم حين ترى أنك رفعت نصف جسده فقط والنصف الثاني مازال على الأرض!" متابعًا: "بعد ١٢ سنة يأتي بعض الخونة ليقولوا لك أن دولة الاحتـلال دولة سلام! لو نسيتم أو تناسيتم فأجيال كاملة لن تنسى! عاشت فلسطين حرة والعار للمطبعين".

وكتبت الناشطة أسماء المدهون عبر حسابها: "ذكرى حرب 2008 على قطاع غزة، اليوم اللي كنا بالجامعة وفجأة كل الدنيا صارت غبار وأشلاء الشهدا.اء تتناثر في السماء، يوم كان فيه من الوجع ما يغرق هذا الكوكب، والحكي والوصف عمره ما رح يعطي تلك اللحظة حقها، ولا رح يوصف ألم هداك اليوم، وكل ما نتذكر وجعنا صبح ومسا، لعن الله المطبعين والمنسقين والسحيجة والمناديب وكل مين يتشدد لهم".

وتعتبر الذكريات المنشورة لأحداث الحروب والعدوان، جزءًا مهمًا من الرواية الفلسطينية للأحداث المفصلية وتوثيقًا لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في كلّ مكان، ودلالة إضافية على إجرامه ولا إنسانيته.