شبكة قدس الإخبارية

ما سر التحركات الإسرائيلية على حدود غزة؟

124720483_451670682494775_564247166292905200_n
هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: على نحو مفاجئ اتخذ الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة من الإجراءات الأمنية والعسكرية على جبهة فلسطين المحتلة الجنوبية، تمثل في نصب منظومة القبة الحديدية في المدن المحتلة عام 1948، وسحب وحدات الهندسة المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة.

وزعم الاحتلال عبر إعلامه العبرية خلال الساعات الماضية أن حركة الجهاد الإسلامي تستعد لتنفيذ عملية قصف صاروخي للمدن المحتلة عام 1948، في ذكرى استشهاد أحد أبرز قياداتها بهاء أبو العطا قبل عام في عملية اغتيال إسرائيلية.

ويعتبر الحديث الإسرائيلي عن إمكانية تنفيذ الحركة الفاعلة في المقاومة الفلسطينية هجوماً جديداً غير منسجم مع الواقع الميداني في غزة في ظل جائحة كورونا، وعدم إطلاق أي تصريحات من شأنها التلميح بنيتها تنفيذ أي عملية عسكرية ضد الاحتلال.

في الوقت ذاته، يرى مختصون في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي أن ما يجري حالياً قد يأتي في إطار المناورات التضليلية، أو أن الاحتلال يحاول استباق أي عمل محتمل من المقاومة الفلسطينية لغزة بتحضير جبهتها للتعامل مع أي تصعيد عسكري.

في السياق قال الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، إن ما يجري حالياً يأتي تحت إطار المناورات التضليلية بشكل أساسي، وهذا يعني أنها محاولة من الاحتلال الإسرائيلي لتضليل الجبهات وعدم معرفة أحد ما يريد أن ينفذ أو يفعل.

وأضاف الغريب لـ "شبكة قدس": "حتى اللحظة هناك غموض في الاستنفار وكل ما يجري يُقرأ في سياق العملية الوهمية المضللة، فمن الممكن أن الاحتلال يقوم بمثل هذه الإجراءات للتغطية على أي حدث في منطقة أخرى وإشغال الميدان بالحديث عن قرب ذكرى اغتيال بهاء أبو العطا".

وتابع قائلاً: "قد يكون هناك هدف أمني آخر لدى الاحتلال، وحتى الآن لا يمكن البناء على وجهة نظر معينة، فحالة الغموض تتطلب يقظة واستشعارا أن هناك غدرا إسرائيليا محتملا". مستكملاً: "هدف الاحتلال لربما أن يكون التمويه للقيام بتوجيه ضربة على إحدى الجبهات الأخرى سواء في لبنان أو إيران أو سوريا والجبهات جميعها مفتوحة، وحتى اللحظة جبهة غزة مطلوب منها اليقظة".

وأكد الغريب في حديثه أن البيئة الاستراتيجية لا تحتمل موجة مواجهة عسكرية في قطاع غزة، إلا أن الظروف في نفس الوقت في ظل حالة الحصار المطبق والأزمات المتتالية الموجودة ربما تكون سببا لتدحرج الميدان في لحظة.

غدر الاحتلال

من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي والكاتب محمود مرداوي، إن الاحتلال غادر، والخداع والتضليل هي الأساليب التي يقوم بها خصوصاً في الحديث عن الملفات الأمنية.

وأضاف مرداوي لـ "شبكة قدس": "لكن حديثه عن غزة وتحركات للجهاد الإسلامي في ذكرى استشهاد أبو العطا أعتقد أنه يستند فيه إلى تحليلاته على ما يقرأ في مواقع التواصل الاجتماعي وهي ظاهرة للعيان أن جزءا من أعضاء الجهاد الإسلامي ممن لا يعرف إمكانية تواجدهم في مركز القرار يطلقون بعض التهديدات والاحتلال في ملف الأمن لا يأخذ بالجانب الأفضل بل الأسوأ".

واعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي أن التصريحات التي يطلقها الاحتلال مقصودة وهي موجهة لحركة الجهاد الإسلامي بشكل رئيسي، وحماس من بعدها، مستكملاً: "الاحتلال يريد أن يوصل رسالة أن أي هجوم من غزة سيرد عليه بما في ذلك ضرب من يسيطر على غزة".

واستبعد مرداوي إمكانية إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عمليات اغتيال بحق قيادات فلسطينية أو لبنانية بارزة من الصف الأول في المقاومة، مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية رسخت معادلة الردع وبالتالي فأي حكومة قد تقدم على خطوة اغتيال ستسقط فوراً نظراً لطبيعة رد المقاومة المتوقع عليها.

وواصل قائلاً: "إجراءات الاحتلال تتزامن مع تهديدات أنه مستعد وجاهز لأي عمل فلسطيني قد يخرج من قطاع غزة، فالاحتلال يأخذ هذه التهديدات على محمل الجد ويتخذ هذه الإجراءات وهذا التموضع من أجل ألا تصبح وحداته في الميدان مستهدفة"، مبيناً أن حالة التعزيز للقبة الحديدية أو سحب الجنود تأتي خشية من تطور الأحداث.

#الاحتلال #حماس #سرايا القدس #كتائب القسام #الجهاد الإسلامي #بهاء أبو العطا