شبكة قدس الإخبارية

أبو عجوة من الاتهامات بالعمالة وصولاً إلى البراءة وموكب القسام

8ISK8
هيئة التحرير

رام الله – خاص قدس الإخبارية: فجرت قناة العربية وموقع أمد المدعوم إماراتياً منتصف تموز/ يوليو الماضي ملفاً من العيار الثقيل عندما تحدثت عن اعتقال خلية تتبع لحركة حماس مرتبطة بالتجسس مع الاحتلال الإسرائيلي.

وبتاريخ 12 يوليو/ تموز الماضي تحدثت القناة المملوكة سعودياً والتي تبث من الإمارات هي وموقع أمد الذي يملكه حسن عصفور المقرب من محمد دحلان، عن تفاصيل وأسماء أشخاص ارتبطوا مع الاحتلال الإسرائيلي وأنهم قيادات في الجناح العسكري.

233.PNG
 

ووفقاً للمعلومات المزعومة التي نشرتها حينها هذه الوسائل وتناقلتها عنها وسائل إعلام عبرية فإن الأشخاص الذين تم اكتشافهم كانوا في مواقع حساسة للغاية منها شبكة الاتصالات ومكافحة التجسس والحرب الإلكترونية التي تفاخرت حماس بإمكانياتها المتطورة في هذا المجال.

وزعمت هذه الأخبار التي تم تداولها بكثافة على قنوات محسوبة على السعودية والإمارات وقنوات إسرائيلية أن أحد كبار قادة حركة حماس هرب من قطاع غزة إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن الأخير كان مسؤولاً عن وحدة الكوماندوز البحرية.

وتحدثت القناة السعودية آنذاك أن القيادي هو عز الدين بدر، ليتضح لاحقاً أنه لم يكن قيادياً في الجناح العسكري، إذ اعتقله الاحتلال من بحر غزة إثر مشاكل عائلية، فيما أبلغ الصليب الأحمر عائلته أنه أسير ويحاكم لدى الاحتلال ويقبع في سجن عسقلان.

وأصدرت حركة حماس نفياً قاطعاً آنذاك، فيما نفت وزارة الداخلية التي نسبت لها القناة بياناً ملفقاً التفاصيل الواردة والتصريحات المنسوبة لها ما عزز من حالة الجدل في الشارع الفلسطيني عن طبيعة هذه المعلومات خصوصاً بعد الجدل والتناقل الإعلامي لها.

ونقل موقع أمد عن مصادر لم يسمها آنذاك تفاصيلاً قال إنه حصل عليها من مصادر خاصة كان أبرزها نشر صورة الشاب أبو عجوة الذي ثبتت براءته وهو ما زاد من حالة الجدل حيث التزمت حركة حماس الصمت حينها ولم تعلق رسمياً.

امد.PNG
 

 

وفي الوقت ذاته، لم تتوقف قناة العربية عن استضافة المحللين ونشر التفاصيل والحديث المفصل عن هذا الملف، في الوقت الذي ردت فيه الداخلية في غزة بإغلاق القناة ومنعها من العمل كلياً والتعميم على الصحافيين بحظر التعامل معها.

وعلى مدار الأسابيع الماضية ظل الملف طي الكتمان حتى أعلنت حركة حماس، الأربعاء، الإفراج عن أبو عجوة وبراءته من التهم المنسوب لها، عبر بيان أصدرته داخلية غزة أكدت فيها أنها ستلاحق مروجي الإشاعات والعملاء.

في الوقت الذي زار فيه وفد رفيع المستوى من حركة حماس ومسؤولين في الذراع العسكري للحركة كتائب القسام منزل العائلة معلناً فيه براءته من تهمة التخابر وأنه ابن من أبناء الحركة.

تعامل مختلف

في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف لـ "شبكة قدس" إن الملف هذه المرة حظي بتعامل مختلف من حركة حماس مقارنة مع حوادث سابقة جرت في الماضي.

وأضاف الصواف: "المقاومة مطالبة دائماً بالإفصاح عن المعلومات في مثل هذه القضايا فارتباط أي من عناصرها ووقوعه في فخ العمالة لا يدينها طالما بقيت ترفع السلاح وتعمل على محاربة الاحتلال وتقوم بتنظيف صفوفها أولاً بأول".

وتابع: "غياب المعلومات والحملة الإعلامية التي قادتها قناة العربية وبعض المواقع الموجهة عزز من حالة اللغط في الشارع الفلسطيني، غير أن تعامل الحركة المختلف واستقبال أبو عجوة من قادة الحركة قلب المشهد رأساً على عقب".

وأكد الصواف على ضرورة أن يتم استخلاص العبر والدروس في مثل هذه الملفات والقضايا وألا يتم استعجال نتائج التحقيق في الحكم على أي شخص قد يثار عليه شبهات أمنية، معتبراً أن ما جرى هو درس على الجميع الاستفادة منه في المستقبل.