شبكة قدس الإخبارية

صرخة مستمرة من غزّة: لا رواتب للمناضلين؟!

53

غزة - خاص قدس الإخبارية: اشتكى فلسطينيون في قطاع غزة، هم من عوائل شهداء، أو موظفين بالسلطة، من قطع رواتبهم بشكل مفاجئ بعد توجههم للبنوك من أجل استلامها.

وصدمت بعض العوائل التي وثقت "قدس" أسماءها، من عدم وجود رصيد بنكي لهم، بالرغم من صرف السلطة للرواتب عن شهر أيار/ مايو المنصرم، بنسب محددة في ظل الأزمة المالية التي تمر بها نتيجة عدم تلقيها عائدات الضرائب من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الرسام الفلسطيني محمود عباس، أن البنك أبلغ والدته بقطع راتب شقيقه الشهيد مصطفى، بعد عام ونصف من قطع راتب والده الشهيد أيضاً.

وقال لـ"قُدس الإخبارية" إن والدته توجهت للبنك لسحب الراتب، لكن المسؤولين هناك أخبروها بأن الراتب مقطوع بقرار من السلطة الفلسطينية، بعد أن اعتذروا لها، دون توضيح أسباب هذا القرار.

وأشار عباس إلى أن العائلة قدمت والده وشقيقيه وابن شقيقته شهداء في المواجهة مع الاحتلال، لكن تضحياتها قوبلت من السلطة بقطع رواتبها التي هي حق لها.

وأضاف: “والدي خرج من غزة وهو فتى لم يبلغ من العمر سوى 18 عاماً، ليقاتل مع منظمة التحرير، وأصيب برصاص الاحتلال وهو على الجبهة، وعاد إلى فلسطين وبقي يقاوم حتى استشهد”.

وأوضح أن “قطع راتب الوالد بمثابة إنكار لنضاله ونسف لكل رفقة السلاح معه، ولكل مشواره النضالي مع منظمة التحرير التي قابلت ما قدمه بإنكار لحقوق عائلته”.

وتابع: “والدتي المسنة التي قدمت زوجها ونجليها وحفيدها شهداء، تركتها السلطة الآن دون أي مصدر دخل، بعد أن تشتتنا نحن أولادها في بلاد الغربة بفعل الظلم الواقع على قطاع غزة”.

وأكد أن السلطة تخالف خطابها الذي يتحدث عن مواجهة خطة الضم، حين تضعف جبهتها الداخلية المتمثلة بالشعب، وفي مقابل الترقيات والتعيينات لأولاد المسؤولين يتم حرمان الذين قدموا دمهم وحياتهم لفلسطين من أبسط حقوقهم.

من جانبها، ذكرت رسامة الكاريكاتير الفلسطينية أمية جحا أن السلطة الفلسطينية قطعت راتبها الذي كانت تتقاضاه منذ قرابة العام كونها أحد موظفي السلطة.

وقالت جحا لـ "قدس الإخبارية" إنها تفاجأت بقطع راتبها في شهر آب/ أغسطس 2019 وطوال تلك المدة حاولت التواصل مع الحكومة والسلطة في رام الله لمعرفة الأسباب، مضيفة: "تم التأكيد في أكثر من مناسبة على أن قطع الراتب مجرد خلل إداري وهو غير مرتبط بأمور حزبية أو تنظيمية".

وبينت أنها اتخذت كافة طرق التراسل والتواصل مع الجهات الحكومية المختصة في رام الله من أجل إعادة راتبها الذي اقترب قطعه من دخول عامه الأول دون أن يفضى ذلك إلى نتيجة، مشيرة إلى أن جميع الردود كانت سلبية وكان يتم الاكتفاء بالقول إنه لم يتم قطعه بل بسبب خلل إداري وفني.

في السياق، قالت هيئة الأسرى والمحررين، اليوم الأحد، إن بعض البنوك لم تلتزم بقرار صرف رواتب الأسرى رغم تحويلها إلى حساباتهم البنكية مع موعد صرف الرواتب.