شبكة قدس الإخبارية

توأمان من الذكور والإناث يغمران قلب والديهما بالفرحة.. ولكن للقصة بقيّة

91

غزّة- خاص قدس الإخبارية: لم يغب الأمل في قلب "محمد ونجوى"، طيلة سنوات الانتظار المُرّة، وكانا يؤنسان روحهما بأن القادم سيكون أجمل، حتى كانت لهم البُشرى، بحضور "الأربعة سويًا إلى الدنيا.. مجد وكرم وكندا ومنّة"، وذلك في الأول من مايو/آيار الماضي.

فمنذ نحو 8 سنوات، بدأت رحلة الصبر الجميل، ومحاولات عديدة للإنجاب، بالرغم من كلمات الأطباء التي كانت محبطة أحيانًا، وأسئلة الناس الكثيرة عن السبب والتأخير، كانت دعوات الأحبة ودعم الأهل المعنوي حاضرين، حتى رزقا بأربعة أطفال "ولدان وبنتان"، كانوا تعويضًا إلهيًا وتحقيقًا للأماني.

بابتسامة رضى، قال "محمد النديم وزوجته نجوى": كان التفكير بالإنجاب يلازم تفكيرنا وأمنياتنا طيلة الوقت، ونعمل على إدخار القليل كي نبدأ رحلة جديدة نحمل فيها الأمل أن يهبنا الله طفلًا، حتى ذهبنا إلى مركز "زينة الحياة"، وأراد الله أن نرزق "بزينتنا" فيه.

وأوضح الزوجان بأن تكاليف عملية الزراعة، سهل المركز إمكانية التسديد بالتقسيط، مع تقديم نصف المبلغ كدفعة أولى، وتسديد البقية بالدفع الآجل، ولم تتوقف التكاليف عند حد عملية الزراعة فقط، إنما يحتاج الأمر إلى كشفيات للأطباء لمتابعة عملية الحمل، والعلاجات والأدوية لضمان استمراره وصحة الأجنة.

جاء الخبر السعيد، بنجاح الحمل بعد سنوات من الانتظار ومراحل اليأس والأمل، واستعد "محمد" لتسديد المبالغ المتبقية بلا حساب، حتى جاءه بعدها خبر انتهاء عمله، على خلفية سرقة مخازن شركة الاتصالات، التي كان يعمل بها بقطاع التمديدات والإصلاحات.

وتستذكر والدتهم كلمات الطبيب المختص عن عملية الزراعة ماهر عجور، حين أخبرهم باقتراح إجهاض "واحد أو اثنين" من الأجنة، لضمان صحة الأم والبقية، وقالت: "رفضنا إجهاض أحدهم، ووكلنا أمرنا لرب العالمين، الذي جعلني أحمل بهم قادر على حمايتهم، وحمايتي معهم، واستودعت أمري لله، والحمد لله".

ولد الأطفال الأربعة في الأول من مايو، بمجمع الشفاء الطبي، ونقلا إلى الحضانة لنحو 20 يومًا تقريبًا، ثم إلى المنزل، لتبدأ مرحلة الرعاية عن قرب، وتتطلب جهدًا كبيرًا ودعمًا معنويًا وماديًا.

من جهتها، أوضحت الأم "نجوى"، أن الأطفال ولدوا بأحجام وأوزان صغيرة جدًا، وبعمليةٍ ولادة صعبة، مضيفة: "حجم الواحد من الأطفال كان لا يتجاوز الكيلو و200 غرام فقط، لكنهم يتحسنون بشكلٍ تدريجي وبحاجة لرعاية فائقة، ولكننا كنا ندعو دومًا أن يرزقنا الله القدرة على رعايتهم وتربيتهم".

كما أشارت العائلة إلى أن الأطفال كانوا يستهلكون "علبة حليب يومية سعرها 50 شاقلًا، وهي مخصصة للخدج كونهم ولدوا في الشهر الثامن، قبل اكتمال الحمل، لكننا لم نستطيع توفير المبلغ يوميًا، وبدأنا بإعطائهم نوعًا آخر بنصف السعر".

وأوضحت أن الأطفال الأربعة يتناولون كميات بسيطة من الحليب بمقدار "30 -60 سنتيمترًا" بما مجموعة علبة يوميًا، لكنهم عندما يكبرون شهرًا إضافيًا سيحتاجون إلى كمية أكبر من الحليب، وهو ما يعني أننا سنصبح مضطرين إلى استهلاك علبتين حليب يوميًا.

ووفقًا لوالدتهم، فإنّ الحليب جزء من التكاليف، ناهيك عن الحفاضات "البامبرز"، الذي يستهلك كل يومين أو ثلاثة، والمتابعة الطبية لهم ولأوزانهم وصحتهم العامة تخلق عبئًا ماديًا أكبر.

يزداد الحال صعوبة، فبحسب العائلة، فإنّه حتى اليوم تبقى 4 "كمبيالات قيمة كل واحدة منها 150 دولارًا، و1200 شاقل للصيدلة مقابل العلاج خلال فترة الحمل والولادة، لم يتم تسديد ثمنه أيضًا".

وأوضحت العائلة أن الأوضاع المادية لا تسمح بمتابعة احتياجات الأطفال الأربعة وتسديد المبالغ المستحقة، في وقتٍ انقطع فيه عمل الأب، إضافة للعيش في بيتٍ مستأجر، تبدو مهمة رعاية الأطفال صعبة جدًا، مضيفة: "لا نريد أن تتحول فرحتنا إلى تنغيص بالتفكير بالتكاليف، ونتمنى أن يشعر بنا أحد".

وتقدم العائلة نموذجًا للأمل والبشرى، لكنها تطلق مناشدة أيضًا بمساعدتها في رعايتهم للأطفال وضمان استمرار حياتهم، علّها تصل إلى الجهات الرسمية من الرئيس محمود عباس والشخصيات المعنية في غزة، وأهل الخير في كلّ مكان، كي تبقى هذه الفرحة قائمة في القلوب

تنبيه: للتواصل مع والد الأطفال عبر الرقم 0597746030