شبكة قدس الإخبارية

حلويات الأسرى.. كيف يصنعون الكنافة والقطايف؟

صورة أرشيفية

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: يتوارث الأسرى فيما بينهم وصفاتٍ لأصناف من الحلويات، تعلموها طيلة سنوات اعتقالهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يعدونها بما يتوفر لديهم من مقادير بسيطة تسمح إدارة السجن لهم بإدخالها.

الكنافة

للأسرى طريقتهم الخاصة في إعداد "الكنافة"، التي تحظى بطقوس وشعبية خاصة، تدفع كل أسير لإخراجها بشكلها الأجمل لرفاقه في السجن. وعن ذلك، يقول الأسير المحرر عبد القادر الخواجا: " إعداد هذا الصنف المحبب للأسرى يكون من خلال برش نحو 15 رغيفاً من الخبز، وهذا يحتاج إلى ساعتين من العمل، لأن البرش يتم مرتين حتى يصبح الخبز ناعما ويشبه إلى حد ما العجينة الموجودة بالسوق".

ويضيف: الآلة المستخدمة في البرش يصنعها الأسرى، وهي علبة حديدية يتم فتح ثقوب فيها عن طريق قضيب رفيع يُسمى "المخزاق". "بعد ذلك نستخدم الزبدة حال توفرها لتحميص الخبز، وفي أوقات كثيرة كنا نستعيض عنها بالقليل من زيت الزيتون لأنها ليست متوفرة دائما، حيث نحمص الخبز مع إضافة القليل من القرفة لإعطاء النكهة، وكمية أقل من الكركم لإعطاء اللون، ونضيف إليها الفانيل السائل حال توفره، ونبقى نحمص حتى يبدأ بالاحمرار"، يضيف الخواجا.

ويؤكد "أثناء تحميص الخبز يجلب الأسرى الجبنة الصفراء، التي يحصلون عليها مرة واحدة أسبوعيا، ويحتفظون بها لهذا الغرض، مع علبتين من اللبن المعروف "بالكتج". ويضيف الخواجا: "نصفَي اللبن وتبقى حبيبات الجبن في الوعاء المخصص لها، وبعد تقطيع الجبنة الصفراء نضع الماء الساخن".

يأتي الأسرى بالسدر ويضعون رشة خفيفة من الخبز فوق الجبنة الصفراء ثم حبيبات الجبنة، وبعدها يفردون الخبز، ويشعلون "البلاطة" المخصصة للطبخ، وفوقها طنجرة مليئة بالماء الساخن.

يقول الخواجا: "نقلب البلاطة الثانية بتعليقها بعصاة المكنسة على الكراسي، ونبدأ عملية شيّها لتتحمر، وأثناء ذلك نرش القليل من الفستق الحلبي فوقها، وبعد تجهيز سدر الكنافة نرش عليه القطر المصنوع من السكر والماء وحبة من حلوى النعنع".

يصف الخواجا حال الاسرى وهم يتناولون الكنافة، والتي يرافقها غالبا تعليقات وضحكات ونكات ساخرة تضفي جوا من المرح ومنها "والله أزكى من حلويات العكر والمحروم، شو بعرفهم برا بالكنافة الصح".

ويضيف: "الطريقة الأخرى لإعداد الكنافة يتبعها غالبية الأسرى القدامى، وتحتاج لجهد أكبر وهي تكون من السميد، ومكوناتها: سميد وزيت وحليب، ويستغرق تجهيزها أربع ساعات تقريباً". ويوضح الخواجا أن "الأسرى القدامى هم الأكثر خبرة في صناعة الحلويات، بالإضافة إلى من كانوا يعملون في محال الحلويات قبل اعتقالهم وخاصة الأسرى من مدينة نابلس".

الهريسة

وتعد الهريسة طبقا آخر يفضله الأسرى، وعن إعدادها يوضح الخواجا: "يتم خلط السميد مع الحليب، وإضافة السكر والزيت، وكمية قليلة من الملح، وملعقتين قرفة، وقليل من الكركم، وكأسين من جوز هند، وملعقتين كربونة ان توفرت، أو كاسا من كولا سفن أب".

ويتابع: "يتم تغطية السدر بكيس من البلاستيك وقص زواياه، وسكب الخليط وشيّه بتعليق البلاطة من الأعلى، وبعد تحمير الجزء الأعلى يتم قلبه في سدر آخر، أو على الطاولة وإرجاعه للسدر وشوي الجهة السفلية وإعادة قلبه".

البوظة

كما تحظى "البوظة" بأهمية كبيرة لدى الأسرى خاصة في فصل الصيف، والتي بحسب الأسير المحرر ضياء الحروب يتم إعدادها من اللبن المعروف بـ "الشمينت" الذي يتم جمعه من الغرف، مضاف اليها مبيض الحليب، والسكر.

ويضيف: "كل حصة تحتاج 24 علبة لبن "شمينت"، ونضيف إليها معلقتين من مبيض الحليب، وملعقة سكر حسب الحاجة، وهناك من يفضل إضافة العسل، لكن يجب أن يضاف السكر ولو بكمية قليلة حتى يساعد في خفق المكونات".

"بعض الأسرى يفضلون إضافة الشوكولاتة الداكنة، ومنهم من يضيف الزبيب والعسل، وقد تعلمت طريقة صناعتها من الأسير أحمد أبو عواد المحكوم بالسجن لمدة 25 عاماً"، يقول ضياء.

القطايف

ويعد القطايف من أكثر الحلويات التي يعدها الأسرى خاصة في شهر رمضان المبارك، رغم عدم توفر العجينة الخاصة، لكن الحروب يؤكد "أن الأسرى يطوعون المواد التي بين أيديهم ما يحقق لهم حُبهم للحلويات".

ويشير: "كنا نجلب الشعيرية وننقعها في الحليب لمدة تمتد أحيانا لـ36 ساعة، وعندما تذوب نخلطهم معاً لنحصل على عجينة القطايف".

يحاول الأسرى في شهر رمضان والأعياد، كسر إرادة الاحتلال بحرمانهم من الحياة، يقول الخواجا: "يستغل الأسرى الشهر الفضيل للقيام والصلاة، ويعدون أجمل الأطباق من الأكل المتوفر لديهم، ويعملون بكل حب على صناعة طقوس الشهر".

"كنا نخرج في الأعياد بعد العدد الأول وقد ارتدينا أفضل ما لدينا من ملابس ممن استطعنا إدخاله، ونسلم على بعضنا وسط تكبيرات العيد والأناشيد، ونضع وسط الساحة طاولات عليها ما صنعه الأسرى من حلويات"، يضيف الخواجا.

ويروي الخواجا أصعب لحظات السجن خاصة خلال رمضان: "عندما تتحدث مع والدتك وتقول لك لا طعم للمائدة بدونك، ولا معنى للشهر بغيابك فتسرح بعقلك وروحك وكأنك بجانب العائلة".

ويضيف: "الأعياد أيضا تمر صعبة الأسير، خاصة في ظل الإجراءات التنكيلية التي تتخذها إدارة سجون الاحتلال ضدنا، وأذكر في عيد الأضحى الماضي كان الأسرى في حالة استنفار بعد قمع ممثل حركة فتح".

##الأسرى ##فلسطين ##الاحتلال ##رمضان