شبكة قدس الإخبارية

من يُنقذ العاصمة وأهلها من جائحة كورونا ؟

91105172_4509829979059387_1365441902366687232_o

القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: القدس هي المدينة التي لم تعرف طريقًا للنجاة في ظل جائحة كورونا، فالاحتلال أدار ظهره عنها، والمحافظة والمؤسسات المجتمعية تُمنع من أداء دورها فتُلاحق ويُعتقل أفرادها، وهناك بعض الوجوه تستغل الوضع وتدعم المدينة وأهلها لتبييض وتحسين صورتها، فهل تجابه القدس وأهلها وحدهم معركة كورونا؟.

الصحفي والإعلامي عنان نجيب أوضح لـ”قدس الإخبارية” أن “جائحة كورنا كشفت لنا مقدار الكارثة التي تعيشها القدس جراء وجود الاحتلال، وكشف عن أقبح وجه له، وأثبت عنصريته وفاشيته، حيث الإهمال وعدم الاكتراث بأرواح أهل القدس”، وقال: “علّها تكون درساً لضعاف النفوس الذين يريدون تسليم ما تبقى من رقابنا للمحتل بتجميل صورته”.

وتساءل: “أين الميزانية التي رصدتها وزارة ومحافظة القدس من أجل مكافحة كورونا؟ هل اكتفت بتوزيع الطرود والتعقيم لمرة واحدة فقط؟”.

وأضاف أنه “كان من المفترض وقبل دخول الجائحة إلى المدينة وقراها أن يتم وضع خطة طوارئ تشترك فيها كافة الأطياف الوطنية في المدينة، وعدم اختزالها في شخوص وأطر سياسية قريبة من السلطة، هذا إن كان هناك فعليًا ميزانية وخطة طوارئ كما سمعنا”.

وأكد أن أزمة بمثل هذا الحجم لا يمكن أن تدار من خلال فئة على حساب شرائح متعددة تتشكل منها مدينة القدس.

وقال إنه حتى اليوم لا نعرف كم عدد المُصابين في مدينة القدس وبلداتها، بعضهم يعالجون لدى الاحتلال، والبعض الآخر لدى وزارة الصحة برام الله، مؤكداً إلى أن هذا الأمر يعود إلى العشوائية النابعة عن غياب مرجعية وطنية في المدينة وبالتالي غياب البرنامج الوطني.

واستطرد:”مع الأسف هذا الأمر فتح المجال أمام تجمعات وهيئات استغلها بعض المطبيعن من أجل تبييض صورتهم أمام الناس وأخص بالذكر المطبع المدرج على قوائم حركة المقاطعة BDS بشار المصري، وأما ما يتحجج به البعض من عدم وجود بدائل فنحن نقول له كما قالت العرب: “تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها".

المدينة المنكوبة خارج اهتمامات الاحتلال وأولوياته

حال مدينة القدس كحال مدن العالم ولكنها لا تزال تقبع تحت الاحتلال والوضع فيها أشبه بالمدن المنكوبة جراء تنصله من مسؤولياته اتجاه أهلها، وإجراءاته التي يتّخذها في ظل هذه الأزمة، لا تدل على الوقاية كباقي دول العالم.

وأوضح الناشط محمد شلبي لـ"قدس الإخبارية" أن ما يقوم به الاحتلال داخل الأحياء الفلسطينية في المدينة هو عبارة عن إجراءات قمعية بحق كل من يبادر للخير ومد يد العون للبسطاء والمستورين أو أية إجراءات وقائية في المدينة، سواء من خلال الملاحقة، الاعتقالات، إصدار المخالفات المالية الباهظة، إلى جانب الاعتداءات الجسدية بصورة وحشية.

وأشار إلى أن الاحتلال بالتالي يتحمل حسب الأعراف والقوانين الدولية  كافة المسؤوليات عن حياة من هم تحت قبضته، وهو يتنصل متعمدًا من إجراء الفحوصات اللازمة في أحيائنا العربية، بالمقابل يقوم بها في الأحياء التي يسكنها المستعمرون اليهود بشكل واسع.

وأكد أن أهمال الاحتلال للمدينة وأهلها بشكل متعمّد ينذر بالخطر في حال انتشار الفيروس الفتاك بين أهلنا في القدس، وبكارثة حقيقية، وبالتالي سكان القدس يعرفون تمامًا أنهم ليسوا من ضمن اهتمامات الاحتلال وأولوياته، لذلك اتخذوا الإجراءات الوقائية بقدر استطاعتهم.

وعن دور المحافظة والمؤسسات المجتمعية في هذه الأزمة، قال “إنها لا تملك أي حلول لمكافحة الفيروس، وأن المسؤولية في هذه المدينة كبيرة جدًا والجميع يعلم ملاحقة الاحتلال لأي عمل أو نشاط، ولكننا سمعنا عن ميزانية رُصدت من أجل ذلك، متسائلاً “هل تم الاكتفاء برش المعقّمات وتوزيع بعض الطرود؟”. 

وأكد أن المسؤولية على المحافظة والمؤسسات المجتمعية كبيرة، بسبب تنصل الاحتلال من مسؤولياته، لكنّ أهل المدينة خاصة العائلات المستورة والفقيرة تعيش أسوأ الظروف وهي بحاجة إلى توفير المواد الغذائية والأدوية بشكل مستمر وليس لمرة واحدة كما يحدث الآن، حيث تم تزويد أصحاب الدخل المحدود أو معدومي الدخل بطرد غذائي لا يكفي في أحسن الأحوال لأسبوع.

تفشّي الوباء رغم الإجراءات المُعلنة في شمال غرب القدس

أما عن الأوضاع في ضواحي القدس والقرى المهمشة التي انتشر فيها الفيروس بشكل واسع، قال إنها قرى مهملة بشكل دائم وعلى مدار العام، وأن المحافظة لم تتخذ الإجراءات المناسبة واللازمة للحد من انتشار كورونا.

ويعتقد شلبي بأنه لا يوجد في المحافظة أشخاص من ذوي الاختصاص في إدارة الأزمة ومنع تفشي الفيروس، فهذا الظرف يحتاج لخلية كاملة ومتكاملة للحد من انتشار الفيروس قدر المستطاع، وفي حال انتشر فإنها تضع رؤية واضحة وصارمة للسيطرة عليه ولكن هذا ما لم يحصل مع الأسف. 

كما أكد أن ما أسماها بـ“العشوائية” المتبعة في المحافظة، واتّباع سياسة اللون الواحد في إدارة الازمة وكأنها معركة انتخابية وعلى الفصيل الذي تتبع له المحافظة أن يكون المخلص، وعدم وضع خطة مناسبة، كانت أسبابًا رئيسية وراء تفشي الوباء في قرى شمال غرب القدس وإعلانها مناطق “موبوءة” من قبل وزارة الصحة الفلسطينية.

كما أرجع المسؤولية أيضًا إلى أهلنا من فئة العمال ممن كانوا يعملون في الداخل المحتل، الذين عادوا إلى منازلهم، وكان يتوجب عليهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إصابة عائلاتهم وأهلهم وقراهم، ولكن مع الأسف “لا حسيب ولا رقيب” في تلك المناطق ولا إجراءات صارمة ولا خطة مدروسة.

يتحمل المسؤولية أيضًا العمال الذين الذي كانوا يعملوا في الداخل وحينما عادوا كان يجب عليهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إصابة ابنائهم وأهل قراهم ولكن لأن لا رقيب ولا حسيب في تلك المناطق ولا إجراءات صارمة ولا خطة مدروسة.

الاحتلال أعلن مؤخّرًا عن افتتاح عدد قليل من نقاط الفحص الخاص بفيروس كورونا في الجزء الشرقي من مدينة القدس، وهذا بحد ذاته جريمة، بحسب شلبي، وقال: “نحن بحاجة إلى عشرات أجهزة الفحص في المدينة تشمل جميع الأحياء والمخيمات والقرى داخل وخارج الجدار التي تتبع جغرافيا القدس”.

وأوضح لـ"قدس" أن المحتل قسّم المدينة جغرافيًا وتلاعب بالتاريخ، وأصبح أهل القدس بالنسبة له بلا أولوية، بل يعتبرهم وباء يجب التخلص منه، لكنّ الاحتلال هو الوباء الحقيقي الفتاك بالشعب الفلسطيني وليس فيروس كورونا.