شبكة قدس الإخبارية

حلم زواج بين مطرقة القوانين وسندان الضرائب

20193004172145
نادر سكاكية

فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: يسكن الشاب محمد في قرية بيت صفافا مع عائلته المكونة من ستة أفراد ، لكنه في منتصف العام المقبل سيضطر إلى ترك عائلته للبحث عن منزل يقطنه هو وعائلته الجديدة.

 بدأت قصته عندما فكر بالارتباط من ابنة خالته ، وتكوين أسرة، وحين بدأ ببناء المنزل تفاجأ بعدم قدرته على البناء بمجاورة الأسرة؛ لأن قوات الاحتلال تمنعه من ذلك.

قدم الشاب العديد من المرات لطلب رخصة بناء من سلطات الاحتلال من دائرة البناء في بلدية القدس، وأرفق جميع الأوراق اللازمة التي تثبت ملكيته للأرض  والتي تسمح له بالبناء، لكن محاولاته بائت بالفشل وقوبلت بالرفض بحجة أن المنطقة قديمة حسب ادعاء بلدية الاحتلال.

ولم ييأس الشاب محمد من قرار بلدية الاحتلال بالرفض وقدم عروضًا أخرى لبناء منزل جديد لأرض بعيدة عن المنطقة الأثرية؛ لكنه قوبل بالرفض مرة أخرى.

ويقول "أنا دفعت الأموال المطلوبة للبناء والبلدية رفضت البناء وأنا مضطر أن أبدأ بالبناء مخالفا".

وقد تمكن بالفعل من بناء منزل مكون من غرفتين، مساحته ٢٠ مترًا وبعد الانتهاء تم تجهيز البيت المتواضع من الداخل من قصارة وبلاط ودهان المنزل والآثاث من صالون ومطبخ سرير للنوم وغسالة وثلاجة وغيرها من الآثاث وبات حلم الشاب محمد حقيقة على أرض الواقع.

ولكن بعد ستة أشهر من البناء قامت جرافات الاحتلال بهدم حلم هذا الشاب أي منزل الأحلام وقاموا باعتقال الشاب ولم تكتفي سلطات الاحتلال بالضرب بل وتغريمهم مبلغ مالي قدره ١٤ ألف شاقل.

ويقول والد الشاب "نحن تعبنا ليل نهار ودفعنا جميع أموالنا من أجل البناء حتى يأتي الاحتلال ويهدم كل ذلك بثواني حسبي الله ونعم الوكيل ".

وبعد ذلك اضطر الشاب محمد أن يبحث عن مكان آخر خارج القدس، واشترى شقة في مدينة بيت لحم التي تبعد ١٥ كيلو متر ويحتاج أكثر من ساعتين للوصول إلى العمل والعائلة.

وسيضطر  الشاب للوقوف أكثر من ساعتين على الحاجز للتفتيش قبل دخوله إلى القدس ، وهذا ما سيجعله يستيقظ في وقت باكر من الصباح حتى لا يتأخر على الحاجز ، عدا عن استفزاز جنود الاحتلال والوقوف دون السماح لأي سيارة بالعبور، كما أنه في الأعياد  الاحتلال سيضطر للنوم في بيت أهله، لأن الحواجز تغلق في أعيادهم ولا يسمح لأي أحد بالعبور.

ولكن رغم ذلك سيبقى هذا الشاب صامدًا في القدس، ولسان حاله "رغم معاناتي الحواجز إلا أن قلبي مرتبط بالقدس".

وفي الوقت الذي يهدم فيه الاحتلال منازل المقدسيين يواصل التوسع في المستوطنات مثل مستوطنة جيلو وغيرها ، ويسمح لمستوطنيه أن يقيموا بيوت من العرش في عيدهم العرش على الطرقات والتي تتسبب في إغلاق الشوارع.

وقصة الشاب محمد هي قصة كثير من شباب قرية بيت صفافا بشكل خاص والقدس بشكل عام، ورغم كل عمليات الهدم إلا أن العائلات المقدسية صادمة ومرابطة في القدس وأرواحهم تبقى معلقة في المدينة المقدسة.

#القدس #الاحتلال #هدم