شبكة قدس الإخبارية

الشفافية والوضوح مع الرأي العام

120
رامي أبو زبيدة

  الرأي العام هو اجماع مجتمعي وشعبي غالب يتم بتكوين فكرة بالحكم على قضية او شخوص، بالسلب او الايجاب وهو حالة تعكس دافع واستعداد أو ميل لدى مجموعة من الناس لتبني وجهة نظر بتأييد أو رفض موقف ما، وبالتأكيد، لايوجد رأي عام جامع وانما هو رأي طبقة او شريحة لها التأثير والقوة بين طبقات الشعب.

ويعتبر الرأي العام المفتاح الاكبر للتحركات الشعبية والثورات والانتفاضات، ذلك لأن غليان الرأي العام يؤدي الى التجمعات والتظاهرات والاحتجاجات والتي تمتليء بالشرارات التي تشعل المجتمع ومن هنا يأتي اهتمام اجهزة الاستخبارات والاجهزة المعادية بالرأي العام وقياسه والتأثير عليه.

فالرأي العام طاقة وقوة كامنة غير منظورة في اللوائح والقوانين لكن تمتلك قابلية عالية في حماية المجتمع والمؤسسات او في اسقاطها، ومن هنا يعتبر الرأي العام مصدر من مصادر الأمن القومي وسلاح مميز في التأثير السلبي والايجابي على الأمن الوطني.

كما يعتمد الرأي العام بالدرجة الاولى على الشائعات وعلى المعلومات المؤكدة – على حد سواء – فقد يهيج لخبر صحيح , وقد يتأثر بشائعات كاذبة متقنة الاخراج تجد لها مصداقية لدي كثيرين.

ومن هنا تعتمد الاجهزة الاستخبارية على الوسائل الاعلامية ومواقع التواصل في التأثير على الرأي العام ، فتذهب لصناعة الرأي العام والتأثير فيه وتحويل اتجاهاته وتشتيت انتباه المواطنين عن قضية يراد تمريرها او طمس تأثيرها، وتسعى لبلورة رأي عام سلبي لتشتيت وزعزعزة الحاضنة الشعبية.

المطلوب اليوم ان تسارع قيادة المقاومة الى التالي : تكوين دائرة ناظمة لصناعة الفكر تضم خبراء في مجال علم الاجتماع والإعلام وعلم النفس والجغرافيا البشرية والأمن والاستخبارات لتضع سياسات وأهداف للبناء الفكري واي عمل او جهد يمس الرأي العام وترصد ردود افعال الرأي العام وتتدخل في صناعته وتوجيهه بالضد من رغبات خصومها واعدائها أي أن العملية تشبه التجسس ومكافحة التجسس في العمل الأمني.

وأيضاً المطلوب التدخل بصناعة الرأي العام من خلال مؤسسات إعلامية محترفة تبث الأفكار التي توجه لذهن الناس إلى ما تريده أن يكون رأيا عاما بين الناس، فالكثير مما نسميه بالرأي العام هو في حقيقته معرض للتلاعب به وافتعاله من قبل الاعلام الموجه من خلال البرامج والحوارات والتضخيم او التسفيه الإعلامي والتمويل والتوجيه، ومن خلال صناعة شعارات فعالة وهجمات التسقيط السياسي أو التلميع لزعامات دون أخرى. ومن خلال الجيوش الالكترونية التي تتحرك لتصيد بعض السقطات والهفوات. من أركان السلطة السياسية السليمة هي : ( المشروعية والمقبولية والإجماع ).

وتلك المحاور الثلاثة مكتسبة من الرأي العام  والقيادة الذكية هي من تهيء الرأي العام قبل اتخاذ القرارات المهمة والمفصلية كما أن عدم الوضوح والشفافية وانعدام التواصل بين القيادة والشعب تؤدي بمجموعها إلى الإبهام والضبابية والتوجس مما ينشط الرأي العام السلبي.

ثمة عاملين جوهريين يؤثران في الرأي العام هما، الشفافية والوضوح التي تجعل المواطن يصل الى الحقائق بسهولة، فالحكومات والقيادات الوطنية التي تحترم شعوبها لاتستطيع البقاء وتحقيق الجماهيرية والنجاح الا بتوافر هذين العاملين، اما التخبط يؤدي الى افشال قراراتها واجراءاتها بفعل تأثير الرأي العام والادوات المحركة له .