شبكة قدس الإخبارية

لماذا تأجلت زيارة الوفد المصري لغزة؟

2018-10-24_575731787
عبيدة سامي

"لماذا تأجلت زيارة الوفد المصري لغزة".. هو السؤال الحاضر حالياً في ساحة الشارع الفلسطيني عموماً وأهالي غزة على وجه التحديد، سيما وأن هذا الوفد ما انفك يقوم بزيارته المكوكية للقطاع إلى جانب الوفد الأممي برئاسة نيكولاي ملادينوف والسفير القطري محمد العمادي من أجل تهدئة الأوضاع ومنع الانهيار الميداني وصولاً للحرب.

ويبدو التوقف عند هذا السؤال مرهوناً بعوامل عدة من أبرزها ترسخ قناعة لدى وفد المخابرات المصرية بصعوبة التوصل لتفاهمات حقيقة قابلة للتطبيق في ضوء التنصل الإسرائيلي المتواصل وما يقابله من تكثيف في النشاط الميداني للمسيرات وأدواتها الشعبية والجماهيرية ضد الاحتلال لتنفيذ الاتفاقيات.

وعلى صعيد آخر تبدو الرسائل الأخيرة التي تناقلتها حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي حاضرة والتي حملت عنفاً خطابياً غير معهود من كلا الجانبين وهو ما يضع الوسطاء وتحديداً المصريين على المحك هذه المرة، وبالتالي فإن عدم وصولهم لغزة مرهون بما يجري مع الاحتلال الإسرائيلي.

وهنا يمكن التوقف أيضاً عن وجود حالة من عدم الرضى لدى المصريين عن الدور القطري الذي أدى لوقف البالونات الحارقة مؤخراً قبيل وصول الوفد وأعاد إدخال الوقود الخاص بمحطة توليد الكهرباء وتوسعة مساحة الصيد إلى جانب خطوات أخرى، إلا أن الخطير هنا هو مدى انعكاسات الأدوار المختلفة على واقع غزة واستفادة الاحتلال من عدم التوافق بين الوسطاء سياسياً للتلاعب في تنفيذ التفاهمات والتنصل منها تحت ذرائع وأسباب عدة.

وفي الوقت ذاته، يمكن القول إن حالة الهدوء الهش القائمة حالياً تجعل الوسطاء في مرحلة ترقب وقراءة لما يمكن أن يحصل خصوصاً في ظل تبادل الرسالة غير المباشرة فالمقاومة أطلقت عدداً لا بأس به من الصواريخ التجريبية في حين لم يتوقف الاحتلال عن استهدافه المتكرر لمتظاهري مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار.

وفي السياق ذاته، تبدو الفصائل وقوى المقاومة هي الأخرى في موقف لا تحسد عليه أمام شعبها وحاضنتها الشعبية خصوصاً وأن استمرار حالة تلكؤ الاحتلال في تنفيذه للتفاهمات سيزيد من الضغط عليها، مع وجود عدم قناعة لدى الفلسطينيين بالدور المصري المبذول في التفاهمات مع الاحتلال.

وعلى مدار الأسبوع الماضي أٌعلن عن ثلاث مواعيد لوصول الوفد المصري لغزة قبل أن يتراجع في اللحظات الأخيرة دون أن يعلن الأسباب عن التأجيل، في الوقت الذي تواجد فيه هذا الوفد في "تل أبيب" قبل أن يغادر عائداً للقاهرة دون أن يصل لغزة، فهل هناك ما يدور وراء الكواليس ميدانياً.