شبكة قدس الإخبارية

غزة والاحتلال.. هل نشهد جولة تصعيد جديدة؟

11
هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: عادت الأوضاع في قطاع غزة للتوتر بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، مجدداً في أعقاب سقوط صواريخ تجريبية ليلة الإثنين قبالة شواطئ أسدود وما تبعه من قرار إسرائيلي بتقليص مساحة الصيد من 15 ميلاً بحرياً إلى 6 أميال بحرية.

وفي أعقاب التقليص الإسرائيلي لمساحة الصيد واستشعار الفلسطينيين بالمماطلة الإسرائيلية في تنفيذ تفاهمات التهدئة المختلفة وسيطرة حالة من الغضب على الشارع في قطاع غزة مما يجري حالياً، تبدو السيناريوهات القائمة حالياً محصورة بين تنفيذ التفاهمات وصولاً إلى إدخال الأموال والمساعدات وتشغيل المناطق الصناعية أو الدخول في تصعيد لمسيرات العودة وصولاً للتصعيد العسكري.

ويتفق محللان على أن السيناريو الأقرب حالياً هو أن تسير جميع الأطراف باتجاه تنفيذ تفاهمات التهدئة مع إمكانية حدوث تصعيد محدود يمكن أن تحتويه الأطراف الوسيطة.

التباطؤ في التنفيذ

في السياق قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة مأمون أبو عامر إن بعض البنود الخاصة بتفاهمات التهدئة جرى تنفيذها إلا أن بعض البنود الأخرى سيما تلك المرتبطة بالوسطاء والراعين للتفاهمات لم يجرِ تنفيذه حتى اللحظة.

وأضاف أبو عامر لـ "شبكة قدس": "الأوضاع الضاغطة في غزة تعتبر هي العوامل التي تستعجل تنفيذ هذه التفاهمات، وما يجري حالياً هي محاولة للفت الأنظار إلى أن بعض الملفات لا يمكن الانتظار فيها كثيراً خصوصاً ملف أموال الموظفين والمساعدات التي وعد بتمريرها لصالح آلاف الأسر الفقيرة.

وعن الاتهامات لحركة الجهاد الإسلامي بإطلاق الصواريخ الليلة الماضية والتحريض ضد قياداتها علق قائلاً: "لا يمكن عزل ما يجري عن البيئة الاقليمية والخشية لدى الاحتلال أن إيران ستلجأ لبعض القوى الإقليمية "حلفاءها" لاستخدامهم لإثارة التوتر في المنطقة وأن يد إيران الطويلة قد تثير الكثير من المتاعب لإسرائيل وحلفاءها".

وتابع قائلاً: "أعتقد أن الجانب الاسرائيلي غير معني بالأزمات مع قطاع غزة في ظل ما يحدث للاقليم في المرحلة الحالية والجانب الاسرائيلي يعي أن الأفضل هو الذهاب لتهدئة على مراحل".

الاحتلال يراوغ

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يراوغ منذ البداية ونتنياهو يبرر ذلك أنه لا يريد أن يكون تحت ضغوط اليمين الذي يطالب بتشديد العلاقة مع قطاع غزة خاصة وأنه في ذروة مفاوضته لتشكيل الحكومة، الأمر الثاني تذرع نتنياهو أنه في طور تشكيل الحكومة وليست لديه قدرة لاتخاذ قرارات حالياً.

وتابع عبدو لـ "شبكة قدس" قائلاً: " نتنياهو يحاول أن يعلن أنه ينتظر تشكيل الحكومة، وأنه على غزة الانتظار، وبدون شك إسرائيل تحاول أن تبرر هذه المماطلة حالياً رغم أن نتنياهو قادر على اتخاذ قرارات بشكل يمرر التفاهمات ولكن هذه المماطلة سمة من سمات الاحتلال".

وعن الاتهامات للجهاد الإسلامي: "الجهاد الإسلامي لا يتردد في الاعلان والاتهامات التي وجهت للاحتلال سمعناها في مرات عديدة وعندما أطلقت الصواريخ على بئر السبع ولما أطلق صاروخ شمال تل أبيب وجهت الاتهامات لحركة الجهاد الإسلامي والهدف واضح هو إيجاد مبررات لاغتيالات مستقبلية والثاني هو محاولة الوقعية بين حركة حماس والجهاد".

ويستكمل قائلاً: "قد نشهد تصعيد لا يصل إلى مستوى العدوان الشامل، ومن المتوقع أن تبقى الحالة حالياً بين اللا هدوء ولا اللا حرب نظراً لاستمرار الحصار المفروض على غزة"، مشيراً إلى أن العدوان على غزة قد يدفع باتجاه الفوضى، ومن المتوقع أن تذهب "إسرائيل" في المضي قدماً في التفاهمات.

في المضمار ذاته، ذكر مصدر قيادي في حركة حماس لـ "شبكة قدس" أن تفاهمات التهدئة رغم حالة التباطؤ الحاصلة إلا أن الاحتلال نفذ جزءاً من المرحلة الأولى وينتظر تنفيذ المراحل الأخرى المتعلقة بالتشغيل المؤقت والأموال والسلع الممنوعة من الدخول وغيره.

وأكد على أن حركته تراقب عن كثب ما يجري في الوقت الذي يواصل فيه الوسيط المصري اتصالاته وحديثه مع الاحتلال الذي يتذرع بالانتخابات الداخلية وتبعاتها المتعلقة بتشكيل حكومة جديدة.