شبكة قدس الإخبارية

بالفيديوهكذا يصنع "الشاباك" قضاياه المفبركة ويروّج لإنجازاته

98.JPG

فلسطين المحتلة-خاص قُدس الإخبارية: كشف تحقيق إعلامي مصوّر، تفاصيل تثبت تورط جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك"، في فبركة قضايا لا أساس لها من الصِحة في الواقع، ويجري ترويجها كإنجازات مزعومة.

وبحسب التحقيق الإسرائيلي، الذي أفاد بوقوع حادثة مهمة عام 2015، وتحديدًا في 30 نوفمبر، كان ضحيتها شابين من القدس، جرى توريطهما في قضية وهمية، واتهامهما بمحاولة اغتيال "نتنياهو" أو شخصية كبيرة في إيلات.

بدأت القصة عندما توجه شاب من القدس يدعى "أشرف" إلى فندق "ريو" للاستفسار عن حجز غرفة فيه، وسار برفقة الموظف هناك، سأله بعض الأسئلة حول وجود شبابيك وتهوية وخدمات متعلقة بالسكن، لكنه لم يجد طلبه بالمكان، فاعتذر وغادر المكان.

اشتبه موظف الفندق بـ"أشرف" فأبلغ الشرطة بأن أحدهم قد قدم إلى المكان وأقدم على طرح أسئلة غريبة مثيرة للشكوك، طالبًا من الجهات التحقق، وهنا بدأ الشاباك يخطو أولى خطواته بقضية غير موجودة تورط بها شخص آخر يدعى "خليل النمري 20 عامًا".

عرضت سلطات الاحتلال صورة لشاب على موظف الفندق للتعرف عليه، سألوه لو كان "نفسه الذي سأل بالفندق" فأجاب بالإيجاب، لكن الحقيقة أن الصورة كانت تعود للشاب "خليل"، الذي جرى اعتقاله بدون سبب، وإجباره على تقديم اعترافات بأنه تواجد بالفندق وكان يخطط لتنفيذ عملية.

لاحقًا، وبالصدفة، شاهد موظف الفندق "أشرف" مرة أخرى، فأعاد التبليغ أن هناك خطأ في التعرف على الشخص، وأنه شاهد أشرف، ليجري اعتقاله هو الآخر، وإجباره على تقديم اعترافات مماثلة، بالرغم من تأكدهم في هذه الحالة بأن الاعترافات التي قدمها "خليل" لا أساس لها، كونه "معتقل بالخطأ" أصلًا.

ألفق "الشاباك" للشابين تهمة جديدة بأنهما كان يعرفان بعضها ويخططان معًا لعملية بالمكان بناءً على اعترافاتهما المنتزعة، وأبلغوا كل معتقل منهم بأن الآخر قد اعترف عليه، بالرغم من أنه لا يعرفه.

في التفاصيل، وخلال عملية التصوير بعد الاعترافات، حاول "أشرف" إنكار جميع ما قاله في الاعترافات الملفقة، وجرب قول الحقيقة بالفعل، بأنه حضر للفندق للسؤال عن غرفة للسكن فقط دون أي اعتبارات أخرى، لكن الشاباك عاود تهديده مرة أخرى بالقول: "بدك ترجع للتحقيق ثاني؟!"، وهو ما دفعه للتراجع حتى لو كان يورط نفسه بالفعل وقال: "لا يهم لو كنت أحفر لنفسي قبرًا، المهم ألا أعود لمقر الشاباك والتحقيق مرة أخرى".

جرى استمرار الاعتقال، وبعد عامين كاملين في السجن، أقرت المحكمة بأن هناك خطأ، وأنه لم تكن هناك قضية أصلًا، ليتم الإفراج عنهما "أشرف وخليل" بعد 756 يومًا في السجن.