شبكة قدس الإخبارية

خبرجنرال الصبر "كريم يونس"... 36 عامًا في الأسر والمقاومة

812

فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: 36 عامًا في الأسر مرت على "الجنرال" وهو يكبر بالهمة والصبر والإرادة، وبمقاومة عدوّه، حتى أصبح الأسير كريم يوسف فضل يونس (59 عاما)، من قرية عارة في المثلث الشمالي داخل الأراضي المحتلة 48، أيقونة صبر وصمود في الصراع مع الاحتلال.

في السادس من كانون الثاني 1983، اعتقل الاحتلال الأسير يونس، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل جندي إسرائيلي، حيث أصدرت إحدى محاكم الاحتلال حكمها على الأسير في بداية اعتقاله "بالإعدام شنقاً" بدعوى "خيانة المواطنة"، وتم بالفعل إلباسه الزي الأحمر المخصص للإعدام حين حضر ذووه لزيارته بعد الحكم، وبعد شهر عادت محكمة الاحتلال وأصدرت حكماً بتخفيض العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة، وحدد قبل عدة سنوات فقط بـ 40 عاماً.

والدة الأسير "يونس" التي تبلغ من العمر (86 عاماً) لم تنقطع عن زيارة كريم منذ اعتقاله قبل 36 عاماً، رغم كبر سنها ومرضها، وتأمل بأن يأتي اليوم الذي تكحل عينها برؤيته محرراً من سجون الاحتلال.

وقالت عن اعتقاله، إن العائلة بحثت عن ابنها كريم لشهور -بعد اعتقاله- حتى عثرت عليه في سجن عسقلان، ومن يومها تنقّل في كافة السجون الإسرائيلية، وكانت تزوره في بداية اعتقاله وهو مقيد اليدين والقدمين، وهو الآن في سجن النقب الصحراوي.

وتضيف الوالدة أن العائلة طرقت كل الأبواب لتحريره، وجهزت له بيتا وحلمت بعرسه منذ ثلاثة عقود من الألم، قضتها حزنا وبكاء عليه.

وتقول والدته في فيلم "مؤبد مفتوح" إنها لا تخاف عليه "فكلما تقدمت السنوات، يصير كريم حرا أكثر"، لكنها تخاف أن لا تلقاه في لحظة حريته الأولى خارج السجن. وعندما توفي والده عام 2007، لم يسمح الاحتلال له بالمشاركة في تشييع جنازته.

وتوفي والد الأسير "الحاج يوسف" قبل 6 سنوات، دون أن يحقق حلمه باحتضان ابنه كريم وهو محرر بعد هذه السنوات الطويلة، مما ضاعف آلام الأسير "كريم" أن الاحتلال لم يسمح له بإلقاء نظرة الوداع على جثمانه، فيما يبقى أكثر ما يخيفه -بحسب صديقه جبر وشاح من غزة- ليست أكثر من 3 عقود في السجن، بل إن أكثر ما يخشاه ألا يتمكن من إلقاء نظرة وداع لأمه.

استغل يونس سنوات اعتقاله في التعلم والتطور والكتابة، فأصدر كريم يونس من داخل السجن كتابين، أحدهما بعنوان "الواقع السياسي في إسرائيل" عام 1990، تحدث خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية، والثاني بعنوان "الصراع الأيدولوجي والتسوية" عام 1993.

يُشار إلى أن الاحتلال رفض إطلاق سراح الأسير يونس، ضمن عمليات الإفراج التي تمت عقب اتفاق اوسلو، وكذلك في صفقة شاليط، منوها الى أنه كان من المفترض اطلاق سراحه ضمن صفقة احياء المفاوضات في عام 2013 مع 29 آخرين من الأسرى القدامى ضمن دفعة رابعة وأخيرة لكن الاحتلال أخلّ بالاتفاق ورفض إطلاق سراحهم.

ومن المقرر أن يفرج عن كريم وماهر يونس مطلع العام 2023، ووقتها سيكون عمر كريم (65 عاما) ويكون حينها قد أتم أربعين عاما في الأسر. وإلى حدود العام 2017، يكون كريم يونس قد قضى أكثر من 12 ألف يوم من الأسر داخل سجون الاحتلال.