شبكة قدس الإخبارية

غزة تسقط ليبرمان بالضربة القاضية.. فما هو مصير الحكومة؟

هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: سقط وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بالضربة القاضية أمام صمود غزة وابداع مقاومتها في أعقاب جولة التصعيد الأخيرة التي لم تتجاوز اليومين فقط، حيث تمكنت خلالها المقاومة الفلسطينية من كسر كبرياء جيش الاحتلال وتوجيه سلسلة ضربات.

وشهد الأسبوع الجاري سلسلة نجاحات للمقاومة الفلسطينية تمثلت في نجاحها بإفشال عملية التسلل شرق خان يونس جنوب قطاع غزة إلى جانب عملية استهداف الباص بصاروخ موجه عدا عن القصف الصاروخي الذي طال مستوطنات ومواقع عسكرية في غلاف غزة.

وأجمع محللون على أن استقالة وزير الحرب أفيغدور ليبرمان من منصبه بمثابة نجاح سياسي للمقاومة الفلسطينية إلى جانب ما حققته من نجاح عسكري خلال الأيام القليلة الماضية.

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن استقالة ليبرمان من منصبه في الحكومة الإسرائيلية هي الإنجاز الثالث للمقاومة الفلسطينية بعد إنجازين سابقين تمثلا في إحباط عملية التسلل وكسر إرادة الاحتلال بفرض التهدئة ومنع الاحتلال من توسيع العدوان والأداء اللافت للمقاومة عبر الأداء الميداني والإعلامي والسياسي. واعتبر عرابي في حديثه لـ "شبكة قدس" أن الاستقالة بمثابة فشل مدوي لليبرمان بالرغم من ادعاؤه بأنها جاءت بسبب إدخال الأموال والقبول بالهدوء في القطاع، مؤكداً على أن ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية هو انجاز مركب ومهم جداً للمقاومة في ظل الواقع المحلي والإقليمي الذي تعيشه المنطقة.

وبشأن تأثير استقالة ليبرمان على الحكومة علق الكاتب والمحلل السياسي بالقول: "لن تؤثر هذه الاستقالة على الحكومة فعدد أعضاء حزب ليبرمان لا يؤثر على الائتلاف الحكومي ويبدو أنها لن تنهار بالرغم من حالة المزايدات القائمة حالياً"، مستدركاً: "احتمالات انهيارالحكومة واردة فهناك هجمة من قبل مستوطني غلاف غزة وحالة من التذمر الشعبي الإسرائيلي نتيجة الفشل في التعامل مع غزة".

ولفت عرابي إلى أن أحد الأزمات التي تعيشها دولة الاحتلال أنها لا تمتلك بديلاً عن نتنياهو خصوصاً وأن هناك أزمة في النخبة السياسية الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، مستشهداً بتصريحات وزير الحرب الأسبق ايهود باراك الذي تحدث عن فشل نتنياهو وقدر الديكتاتورية وجموح دولة الاحتلال نحو اليمين المتطرف لعدم وجود بديل عنه. وتابع قائلاً: "القيادة الاسرائيلية تعاني من فشل في تجديد نفسها وتعاني من اهتراء وتردي فإذا كانت إسرائيل عاجزة عن فرض شروطها على غزة في ظل الواقع الحالي فكيف سيكون الحالة لو تغير الظرف الإقليمي"، منوهاً أن استبعاد للحرب في الوضع الحالي.

أزمة سابقة

من جانبه رأى المختص في الشأن الإسرائيلي د.مأمون أبو عامر أن الاستقالة تعكس الأزمة السابقة ولم تكن مفاجئة وهي نتيجة تراكم العلاقة المتوترة بين نتنياهو وليبرمان بشأن غزة الذي باتت تشكل أزمة حقيقة لوزراء الاحتلال. وأوضح أبو عامر لـ "شبكة قدس" أن  نتنياهو يرى أن الخيارات عديمة خصوصاً أن فكرة اللجوء لتدمير غزة عبر حرب واسعة سينعكس بالسلب على الاحتلال وسياسة المطرقة عبر الحروب فشل من خلال تجربة 3 حروب لم تقدم أي شيء ولم تجلب الأمن والهدوء للاحتلال. وتابع قائلاً: "نتنياهو خلص أنه لا بد من البحث عن خيار آخر يتمثل في التهدئة، الذي يرفضها ليبرمان الذي يرغب باستعمال القوة المدمرة وهو ما أدى لاستمرار الخلاف بين الطرفين، ونتيجة هذا الخلاف تصاعد في أعقاب انطلاق مسيرات العودة الكبرى، الأمر امتد حتى جلسة الكابينت الذي اتخذ فيها نتنياهو قراره بالقبول بالتهدئة دون التصويت وهو ما اعتبره ليبرمان مساساً بصورته". وأشار أبو عامر إلى أن الاستقالة تؤكد انتصار المقاومة على خط ليبرمان المتشدد الذي يسعى لتوجيه الضربات ويحاول تقويض التهدئة عبر عملية تسلل فاشلة وقصف همجي استهداف المؤسسات المدنية، قامت المقاومة بالرد عليها بشكلٍ مكثف وقاسٍ أنهت به الجولة لصالحها. ونوه المختص في الشأن الإسرائيلي إلى أن الحكومة الآن على مفترق طرق تحديداً بعد طلب وزير التعليم بنيت شغل منصب وزارة الحرب، مضيفاً: "إذا استمر على مطلبه فأعتقد أن نتنياهو سيلجأ لحل الوزارة بـكلمها والذهاب نحو إجراء انتخابات جديدة، خصوصاً وأن الحكومة الحالية هشة، فيما سيحاول نتنياهو مد عمر الحكومة من أجل تصحيح ماحدث من فشل في الجولة الأخيرة".