شبكة قدس الإخبارية

تحليل: ماذا بعد أحداث غزّة وبيان الغرفة المشتركة للمقاومة؟

هدى عامر

غزة- خاص قُدس الإخبارية: فتحت الأحداث الأمنية في غزّة، صباح اليوم الأربعاء، المجال للأسئلة والتكهنات حول طبيعة إطلاق الصواريخ من غزة وبيان الغرفة المشتركة للمقاومة، إضافة إلى رد الاحتلال وسيناريوهات الأيام المقبلة.

وكانت وسائل إعلام الاحتلال، أعلنت سقوط صاروخ أطلق من غزّة، في إحدى المنازل ببئر السبع، وأحدث أضرارًا بالغة فيه، وإصابات بصفوف المستوطنين، فيما شنّت طائرات الاحتلال غارات على مناطق متفرقة بالقطاع، أدت لاستشهاد شابٍ وإصابة آخرين بجروح.

وفي أول تعقيب على إطلاق صاروخين صوب الأراضي المحتلة48، أعلنت غرفة العمليات المشتركة للمقاومة إنها ترفض كل المحاولات "غير المسؤولة" لحرف البوصلة وتخريب الجهد المصري، مؤكدة أنها جاهزةٌ للتصدي لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ولكل محاولات الاحتلال لحرف المسار الجماهيري لمسيرات العودة عبر تثبيت قواعد اشتباكٍ رادعةٍ معه.

وأثار بيان الغرفة المشتركة للمقاومة تساؤلات عدة، في أذهان الأهالي والمتابعين للأحداث، حول دقّة البيان ورسائله، وما يتعلق بالجهة التي تقف خلف إطلاق الصواريخ وكيفية التعامل معها، باعتبارها اتخذت قرارًا خارج الغرفة المشتركة وفي ظل توتر الأوضاع مؤخرًا.

في قراءة بيان المقاومة

وفي قراءة بيان المقاومة، يقول المحلل والباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، إن المقاومة اتخذت خطوة حكيمة وواضحة بإعلان بيانها وإخلاء مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ تجاه "بئر السبع" خاصة في ظل التطورات الميدانية والظروف التي تحيط بقطاع غزة، معتبرًا أن "البيان جاء وقوفًا مع أبناء الشعب وتأكيدًا على استمرار الزخم الشعبي بمسيرات العودة التي بدأت تؤتي ثمارها وتشكل ضغطًا مستمرًا على الاحتلال".

وحول إطار المسؤولية عن إطلاق الصواريخ، يوضح أبو زبيدة أنّ عملية الإطلاق تمت خارج إطار إجماع المقاومة، ودون مراعاة للجهود المصريّة التي تحدث مؤخرًا بما فيها زيارة الوفد المصري، وتحرف البوصلة عن الفعل الجماهيري الشعبي عبر الذهاب للبعد العسكري، مضيفًا "كان من باب المسؤولية الوطنية أن تعلن المقاومة بوضوح عدم مسؤوليتها عنّها، والمقاومة تتعلم من تجاربها السابقة، ولديها منظومة سيطرة تقدّر من خلالها المصلحة العامة ونوعية وتوقيت الرد".

وفيما يتعلق بقدرة المقاومة على الدخول بمواجهة عسكرية مع الاحتلال، يبيّن أن المقاومة لا ترغب بالحرب نظرًا لاعتبارات سياسية واقليمية عدة، لكنها في المقابل لو فرضت عليها، فإنها ستخوضها وبقوة، وستحقق مفاجآت ستغيّر كل حسابات الاحتلال وتثبت فشله مرّة جديدة".

ناقوس خطر!

ويشير  أبو زبيدة إلى أنّ إطلاق الصواريخ التي انطلقت من غزّة فجر اليوم، تدق ناقوس الخطر بشكلٍ كبير، كما أنها تبعث برسائل حذرة للاحتلال الإسرائيلي، مفادها أن "استمرار الحصار والتضييق على غزة، سيجعل من غير المتوقع أن تستطيع حماس أو أي جهة تسيطر على غزة، أن تضبط تصرفات 2 مليون فلسطيني، وأن عدم وجود حل قد يدفع بانفجارٍ جارف وعمليات لا سيطرة عليها، والأمور ستكون مرشحة للمزيد".

ووفقًا للباحث في الشأن العسكري، فإنّه لا يمكن تحديد وإعلان من يقف وراء إطلاق الصواريخ الآن، لكنّ السؤال مشروع حول "من المستفيد من جرّ غزة لمواجهة عسكريّة، ومن الذي يرغب بالتسريع بالمواجهة وحرف البوصلة عن المسيرات"، مرجحًا في الوقت ذاته أنها ربما تكون تصرفات "فردية شخصية غير مسؤولة".

وحول السيناريوهات المتوقعة في غزة خلال الفترة المقبلة، يوضح الباحث العسكري أنها تتمثل في سيناريوهين رئيسيين، الأول هو دخول الوسطاء على الخط وحركة الوفود في المنطقة حتى التوصل إلى حل لكسر الحصار المفروض على غزة، وحينها ستخرس الأسلحة والقذائف في فترةٍ من الهدوء.

فيما يتمثل السيناريو الثاني- بحسب أبو زبيدة- باستمرار حدة التصعيد، واستمرار الفعاليات الجمعة المقبلة وما يليها لتشكيل حافز مشاركة جماهيرية أكبر، مما قد ينذر باستمرار تهديد الاحتلال حتى الوصول إلى جولة محدودة من التصعيد يخلفها التفاوض تحت إطلاق النار.