شبكة قدس الإخبارية

إيناس استُشهدت قبل أن تَلِد رزان النجار!

محمود غانم

غزة- خاص قدس الإخبارية: "كوني بقربي دائمًا، خففي من ضجيج الحياة بصوتك. أخبريني أنه لا شيء وأنت بالقرب مني فأنا لأجلك سأصنع أي شيء". هذه الكلمات كانت من آخر ما قالته الشهيدة إيناس خماش عن طفلتها بيان، قبل ارتقائهما معًا شهيدتين، إثر غارة لطائرات الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة.

كانت إيناس بانتظار ولادة طفلتها الثانية في أي وقت، عندما سلب صاروخ روحها خلال نومها مع طفلتها بيان فجر يوم الخميس، وقد أسفر أيضًا عن إصابة زوجها بجروح متوسطة. "كانت تنوي أن تسمي طفلتها رزان تيمنًا بالشهيدة رزان النجار"، قالت إيمان شقيقة إيناس، مبينة أن نبأ استشهاد شقيقتها جاء صادمًا وشديد المرارة بالنسبة للعائلة، وغير متوقعٍ.

وأضافت، "كانت إيناس تتمنى دائمًا أن تنهي دراستها وتتخرج من الجامعة، وأن تعمل بشهادتها لمساعدة زوجها الذي يعاني من ظروف اقتصادية صعبة". حلمٌ آخر خُطفت إيناس دون تحقيقه أيضًا، وهو شراء بيت بدل المنزل المُستأجر الذي تعيش فيه، تقول إيمان: "بعد استشهاد شقيقتي ما حدا يحلم تاني".

تتساءل إيناس: "لماذا يقتلون أولادنا وهم نائمين في أمان واطمئنان؟".

محمد، زوج إيناس، أُصيب أيضًا في الغارة وحالته متوسطة. يقولُ شقيقُه كمال أبو خماش إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت المنزل في ساعات الليل المتأخرة، مبينًا أن شقيقه استيقظ من غيبوبته داخل المستشفى وسأل عن طفلته بيان، لكن لم يُخبره أحد - في بداية الأمر - بحقيقة مصيرها.

وأضاف أبو خماس، أن تشييع الطفلة بيان ووالدتها تم دون علم محمد الذي يرقد في العناية المكثفة بمستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، قبل أن يتم إعلامه بالخبر بعد تحسن وضعه الصحي وإخراجه من العناية المكثفة.

والد محمد يصف ما حدث لعائلة ابنته بالفاجعة، مضيفًا أن "الاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين صغير وكبير في قطاع غزة، ويسعى لاستهداف كل شيء ومنع الحياة عن أطفالنا وأمهاتهم".

وتابع، "هذا هو الاحتلال الإسرائيلي الذي تعودنا على جرائمه بحق المواطنين العزل الأبرياء"، مطالبًا العالم بالتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر.

وكانت طائرات الاحتلال بدأت بتنفيذ غارات عنيفة وواسعة النطاق في قطاع غزة مساء أمس الأربعاء، بعد تعرض وحدة هندسية تابعة لها لإطلاق نار، وقد أسفرت هذه الغارات عن استشهاد بيان وأمها إيناس، إضافة للقسامي علي غندور. علمًا أن ملامح جولة التصعيد الحالية بدأت قبل أيام بقتل عنصرين في كتائب القسام، إثر غارة قال جيش الاحتلال إنه نفذها نتيجة "تقدير خاطئ".