شبكة قدس الإخبارية

عن التشييع الذي لم يحضره "الرجل الأهم"

هيئة التحرير

غزّة- خاص قُدس الإخبارية: على غير عادة الفقد هذه المرّة، لم يشهد الفاقد فقده، ولم يحمل نعش قلبه، في وقتٍ عرف الجميع مصيبته، شيعوا أقرب الناس لديه إلى حتفهم دون وداع.

الشهيدة "إيناس" الحامل في شهرها التاسع، وطفلتها "بيان" وجنبنها، ارتقتا شهيدتان جراء استهداف إسرائيلي على منزلهما في ساعات الفجر الأولى ببلدة دير البلح وسط قطاع غزة دون علم زوجها، وشيعتهما جماهير غفيرة في غيابه.

وشيّع الفلسطينيون في غزة بعد ظهر اليوم الخميس جثماني الشهيدتين إيناس أبو خماش (23 عامًا) وطفلتها بيان "عام ونصف"، دون علم زوجها "محمد" الذي يرقد في العناية المكثفة بمستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، وهتف المشيعون شعارات تطالب المقاومة الفلسطينية بالثأر لدماء الشهيدتين، ومطالبات بالرد لردع جرائم الاحتلال.

وحول الحالة الصحية للمصاب محمد "زوج الشهيدة إيناس"، قال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن الطواقم الطبية أجرت التدخلات الطبية لإنقاذ حياة الجريح محمد أبو خماش الذي لا يزال تحت العناية السريرية الفائقة في مستشفى شهداء الأقصى.

ونقلت مصادر محلية وطبية، أن الجريح محمد استيقظ لاحقًا من غيبوبته داخل المستشفى وسأل عن طفلته "بيان" دون أن يدري أنها غادرت الحياة شهيدة.

وأثارت الصور المنشورة للشهيدتين "أبو خماش" حالة من الحزن والغضب عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيث عبر النشطاء والأهالي عن حنقهم تجاه استهداف امرأة وطفلتها وهما نائمتين في منزلهما، وتناثرت حوله ألعاب الطفلة بيان وملابسها.

كما تناقل الناس عبارات كتبتها "الشهيدة إيناس" لطفلتها قالت فيها "فأنا لأجلك سأصنع أي شيء"، "كوني بقربي دائما خففي من ضجيج الحياة بصوتك أخبريني أنه لا شيء سيء وأنت بالقرب مني"، "ابنتي ارمي حملك عل مادمتي تثقي بي فأنا لأجلك سأصنع أي شيء".

واستشهد ثلاثة فلسطينيين، منذ مساء أمس الأربعاء وأصيب نحو 12 آخرين بينهم زوج "إيناس" في قصف إسرائيلي متواصل على قطاع غزة.