شبكة قدس الإخبارية

حماس ترفض الحديث عن التهدئة والاحتلال والوسطاء يتداولون

هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: فتح الحديث المتكرر عن عروض للتهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة الباب واسعاً أمام التكهنات حول ما يجري حالياً ومدى مصداقيته وصحته.

وآثارت تصريحات السفير القطري في غزة محمد العمادي التي نشرت مساء الأحد، عن وجود مفاوضات تجري بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي بشكل غير مباشر المزيد من التكهنات حول طبيعة ما يدور في الكواليس حالياً وهل هي صفقة شاملة تتضمن تبادل للأسرى واتفاق يخفف من الحصار أو ينهيه بشكل كامل.

وحاولت "قدس الإخبارية" التواصل مع قيادات في حركة حماس للحديث عن الملف إلا أنهم امتنعوا عن الحديث في هذا الملف، في الوقت الذي اكتفى فيه عضو مكتب سياسي رفض الكشف عن هويته بالقول إن هناك قراراً داخل الحركة بعدم الحديث بكثرة في هذا الملف حالياً.

ونقلت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية عن السفير القطري قوله إن "مباحثات غير مباشرة" تتم بين حركة حماس والاحتلال للتوصل إلى صفقة بشأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وذلك بعلم الولايات المتحدة الأميركية.

وأضاف العمادي: "لا يوجد حتى الآن أي صفقة بين حماس وإسرائيل (..) هناك مباحثات بين الطرفين للوصول لهذه الصفقة بوجود الأميركان"، مؤكداً أن الإدارة الأميركية طرحت مؤخرا تنفيذ مشاريع لصالح قطاع غزة تختص بتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء وتحلية مياه الشرب وتوفير عمل وتأهيل المنطقة الصناعية في غزة، بحسب صحيفة القدس.

ضغط على حماس

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن الاحتلال وعبر الحديث المتكرر عن وجود مفاوضات وعروض للتهدئة يحاول تحميل حماس المسؤولية، مشيراً إلى أن ما يطرح حالياً من أفكار ترفضه الحركة بشكل مطلق. وأضاف الصواف لـ "قدس الإخبارية": "ما يطرحه الاحتلال لا يتناسب مع أدنى حد تريد حركة حماس وفصائل المقاومة بغزة وبعض الوسطاء يعرضون بعض الأفكار الاسرائيلية وفي المقابل لا يدركون حقيقة الاحتلال". وعن الاشتراطات التي يضعها الاحتلال بأن ترتبط أي حلول تخص ملف غزة بالجنود الأسرى علق الكاتب والمحلل السياسي قائلاً: "قضية الأسرى مفصولة عن ملف الحصار وهذه المسألة واضحة بالنسبة لحركة حماس فالاحتلال يحاول تقديم عروض كي ترفضها حركة حماس ويحملها المسؤولية عن الفشل وكل ما يدور حالياً لا قيمة له". وأشار إلى أن ما يطرح حالياً من عروض من قبل الاحتلال وغيره يهدف لتخفيف الضغط الذي يواجهه الاحتلال في أعقاب مسيرات العودة والتي أربكت الاحتلال وعززت من الضغط الدولي عليه في الوقت الذي يريد أن يصور العالم قضية غزة والقضية الفلسطينية ككل على أنها قضية إنسانية مرتبطة بالطعام والشراب.

حراك مهم

من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة حسام الدجني أن هناك حراكات وحراكات مهمة تجري في المرحلة الحالية إلا أنه من الواضح أن حركة حماس ومن واقع التجارب السابقة لا تريد الإفصاح عن أي شيء حالياً ما لم يتصور الأمر لأفعال تنهي الحصار. وأوضح الدجني لـ "قدس الإحبارية" الكثير من التجارب السابقة انتهت بنتائج سلبية ولم تفشل هذه المبادرات في رفع أو التخفيف من حصار غزة، مضيفاً: "وجود تفاوض غير مباشر بين الحركة والاحتلال أمر غير سري فهناك الكثير من جولات التفاوض التي جرت من أجل إبرام صفقات التبادل أو الهدنة". ولفت إلى أن الجولات الأخيرة التي قام بها العمادي وغيره من الشخصيات إلى القطاع تؤكد وجود حراك دولي وعربي وإقليمي يهدف إلى رفع الحصار عن غزة وحل الأزمة الإنسانية المتفاقمة به، مؤكداً على أن البيئة في غزة باتت اليوم أكثر دافعية للوصول إلى حل في الظروف المعيشية الحالية.