شبكة قدس الإخبارية

سامي زاهدة... حارس شارع الشهداء

ساري جرادات

الخليل- خاص قُدس الإخبارية: في عالمين مليئين بالتساؤلات والتأويلات، ووسط أكثر الأماكن عرضة لإرهاب المستوطنين، واعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي، يسكن سامي زاهدة (27 عاماً) في بيت معلّق بين المنع والخوف في شارع الشهداء المغلق منذ مجزرة الإبراهيمي (1994)، في بلدة الخليل القديمة جنوب الضفة المحتلة.

لا تنفك جماعات المستوطنون من ممارسة إرهابها بحق سكان أهالي البلدة القديمة في مدينة الخليل، التي تعاني من وجود أربع بؤر استيطانية مقامة وسط أحيائها السكنية، ومئات الأوامر العسكرية التي تمنع وتحظر وتقيد حياة الأهالي وحركتهم وحريتهم، بينما ترعى وتتيح للمستوطنين ارتكاب شتى الجرائم بحق الفلسطينيين.

طال إرهاب الاحتلال ومستوطنيه، منزل "سامي" أيضًا، حيث تتفنن الاحتلال في إصدار أوامره العسكرية تجاه الأهالي، كما عملت قوات الاحتلال على زجّ سامي وزوجته وطفليه في غرفة تطل على السماء، كون سلطات الاحتلال تمنع إدخال مواد البناء أو ترميم وإصلاح الأهالي لبيوتهم الواقعة ضمن المناطق البلدة القديمة.

قوات الاحتلال الإسرائيلي سعت منذ ثمانينيات القرن الماضي للسيطرة على البلدة القديمة، عبر التهويد الصامت، وإخفاء وتغيير معالم حاراتها ومبانيها، وتقسيم المقسم والمجزأ منها، وفرضت حواجز وبوابات إلكترونية على حركة الدخول والخروج للمسجد الإبراهيمي، بحسب زاهدة.

وأضاف زاهدة لـ"قُدس الإخبارية"، "مساء الخميس الماضي، حطّم جنود الاحتلال الإسرائيلي الجدران الداخلية لمنزلي، واستحدثوا بابًا يفضي إلى حارة السعيد من غرفة داخلية في منزلي، بعد إغلاق الباب الرئيسي باللحام، بما يعني منعي من الدخول والخروج عبر شارع الشهداء المغلق، وتهديدي في حال فتح النوافذ المطلة على شارع الشهداء".

يجلس سامي على عتبة منزله القديم، غير آبه لشتى أصناف المنع والحرمان والظلم، يراقب تحركات الجنود المدججين بالقتل، يصولون ويجولون وسط الأماكن التي ضمت طفولته وشقاه، متمسكاً بحقه في حياته التي قال فيها، "كلما اشتد الحصار علينا، كلما ازددنا تمسكاً بحقنا وعزمنا على إنهاء الظلم الواقع علينا".

[gallery type="slideshow" ids="150493,150494,150495,150496,150497,150498,150499,150500,150501"]

وقال سامح زاهدة (29 عاماً)، شقيق سامي لـ"قدس الإخبارية"، "عرض ما يسمى ضابط البنية التحتية في شارع الشهداء، مبلغًا ماليًا كبيرًا لقاء تخليه عن منزله، فكان رده بتجديد البيعة لشارع الشهداء وللأرواح التي صعدت إلى السماء منه بأن يبقى على وعدها ووعدها حتى النصر أو الشهادة".

في شارع الشهداء المغلق، والمغلق أمام خطوات سامي، تتعدد وتتنوع صور الموت التي تمنع الأطفال من ممارسة ألعابهم، وتصادر دراجاتهم الهوائية المقطعة بفعل الرصاص المتناثر على الشارع الذي ضج بأسماء وأفعال الشهداء، وبقيت نحو 17 عائلة تسكنه، وسط شتى أنواع الظلم الواقع عليها بفعل عربدات الاحتلال.

وأكد الناشط في تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان عماد أبو شمسية لـ"قدس الإخبارية"، تزايد وتيرة اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على أهالي شارع الشهداء المغلق خلال العامين الأخيرين، بهدف إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين، وتنفيذ مشاريعهم التهويدية في  بلدة الخليل القديمة.

وأشار إلى أن سياسة فرض الأرقام على سكان شارع الشهداء وتل ارميدة وغيرها من المناطق المغلقة، أدت إلى زيادة تفرد قوات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق التي تتعرض لوابل كبير من القوانين العنصرية، بهدف إبعاد وإفراغ أهالي البلدة القديمة عنها.

وطالب كافة منظمات حقوق الإنسان والمنظمات والهيئات الدولية العاملة في مدينة الخليل، إلى تقديم قادة الاستيطان إلى المحاكم الدولية، وتخليص أهالي شارع الشهداء المغلق والمناطق المحيطة فيه، من كافة أشكال القوانين العنصرية والفاشية عبر إنهاء الاحتلال وإسقاط مشروعه اللعين.

ووفق أبو شمسية، فإن نحو 600 محل تجاري مغلق مند مجزرة الإبراهيمي (1994)، في شارع الشهداء بصورة مباشرة، ونحو 600 مغلق بسبب الاغلاقات والقيود التي تفرضها قوات الاحتلال على أهالي بلدة الخليل القديمة، مشيراً إلى وجود ما يزيد عن 120 حاجز ونقطة تفتيش على سكان بلدة الخليل القديمة.