شبكة قدس الإخبارية

قلقيلية في مواجهة الأونروا بعد إغلاق مستشفى

رغيد طبسية

قلقيلية - خاص قدس الإخبارية: بجرة قلم أصبح أهالي مدينة قلقيلية مهددون بفقدان خدمات مستشفى وكالة الغوث، وذلك بعد إعلان الأونروا إغلاق أقسام المستشفى والتوقف عن استقبال المرضى الجدد و الحالات غير الطارئة، ابتداء من الحادي والعشرين من الشهر الجاري.

هذا الإجراء أثار سخط الأهالي فضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات الرافضة للقرار، قبل أن يتحول السخط إلى حراك في الشارع باعتصامات احتجاجية أمام المستشفى، والتي أكد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في قلقيلية د. صبري ولويل استمرارها وتصاعدها إذا استمر تعنت الوكالة حسب وصفه.

وكانت الاونروا تذرعت بوقوع حادثة وفاة طفل في المستشفى كحجة للإغلاق؛ وهو المبرر الذي لم يقنع أهالي قلقيلية، وقال صبري لـ "قدس الإخبارية": "إن التحقيقات بالحادثة انتهت والأصل أن يعالج الخلل وليس إغلاق المستشفى وأن يعاقب المخطئ وليس أفراد الشعب المستفيدين من خدمات المستشفى".

وشارك في الاعتصامات حمزة أبو عصيدة والد الطفل الذي توفي قبل أربعة أشهر خطأً في المستشفى الذي أفاد لمراسل "قدس الإخبارية"، "أنا موجود وأهالي قلقيلية، للاحتجاج على قرار الوكالة إغلاق قسم الولادة وأي أقسام أخرى لأن المستشفى يخدم شريحة كبيرة من أبناء شعبنا ويجب معاقبة المتسبب بالإهمال سواء كان شخص أو أكثر وليس معاقبة الجميع، وإغلاق المستشفى خطأ ويجب التراجع عنه".

ويعتبر صبري هذا الإجراء خطرا على حياة الأهالي في قلقيلية حيث يستقبل قسم الولادة في المستشفى ما بين 5 - 7 حالات يوميا، متسائلا حول مصير هذه الحالات، مضيفًا، "هذا القرار سياسي والاونروا تتجه لعدم الشراكة مع ممثلي اللاجئين".

من جانبها، استنكرت وزارة الصحة الفلسطينية قرار الاونروا، وقال وكيل الوزارة د. أسعد رملاوي لـ "قدس الإخبارية"، إن مستشفى وكالة الغوث في مدينة قلقيلية افتتح عام 1952، بناء على قرار من الأمم المتحدة، ولا يجوز إغلاقه دون قرار من الأمم المتحدة نفسها، رافضاً في الوقت ذاته تعاقد الاونروا مع مستشفيات خارج قلقيلية.

رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في قلقيلية أشاد بتحرك وزارة الصحة وطالب بتكثيفه، وفي المقابل نفى رملاوي ما تردد لدى بعض أهالي قلقيلية عن اتفاق سري بين الصحة والاونروا يفيد بنقل قسم الولادة من مستشفى الوكالة إلى مستشفى درويش نزال الحكومي. مؤكدا أن قرار الإغلاق قرار سياسي اتخذته الاونروا بشكل منفرد.

وكان وزير الصحة د. جواد عواد التقى بمدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الضفة سكوت اندرسون والمدير الطبي والإقليمي لوكالة الغوث سيتا وطالبهما بالتراجع عن إغلاق المستشفى، إلا أن الاونروا لم تتجاوب مع المطالب حسبما ذكر رملاوي.

وفي حديث لـ "قدس الإخبارية" مع الناطق باسم وكالة الغوث في الضفة سامي مشعشع أوضح أن ما يجري هو "تعليق لبعض خدمات المستشفى وليس إغلاقا كاملًا"؛ مبررا ذلك بأن الاونروا بحاجة لمناقشة بعض القضايا مؤكدا تحويل المرضى لمستشفى ترتبط معه الوكالة بترتيبات تعاقدية.

ونفى مشعشع أن تكون الوكالة تتعمد تقليص الخدمات، قائلاً: "إنها اسطوانة مكررة نحن لا نقلص الخدمات وإنما نقدمها لخمسة ملايين لاجئ في الضفة وغزة ولبنان وسوريا ومع تصاعد الأزمات تتزايد الاحتياجات لتضغط على الوكالة في ظل الأزمة المالية وعدم إيفاء كل المانحين بالتزاماتهم".

الأهالي في قلقيلية لا يهمهم التفاصيل هم يريدون ألا يتغير الحال في المستشفى الذي يستفيد من خدماته اللاجئ الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في الضفة والقدس.. فهل ستغلق أبواب المستشفى أمام آلام الشعب أم أن الحراك سيحقق مبتغاه؟