شبكة قدس الإخبارية

نعم اجتياح الحدود.. ولكن!!

أكرم عطا الله
لا أمل بكسر الحصار، والذي رفع شعار كسره مبكراً يبدو أنه لا يجيد قراءة السياسة وتوازناتها، تماماً كالذي قدم استشارة لحركة حماس بالسيطرة على القطاع لم يحسب حساب لكل شيء عندما تخرج من غلاف السلطة وتصبح منطقة غير معرفة، فقد باءت كل محاولات الافراج عن غزة بالفشل ، فلا القوة التي تملكها حركة حماس تمكنت من تخفيفه حتى ولا الأصدقاء مثل قطر وتركيا أحدثوا ذلك الاختراق وظل قطاع غزة معزولاً محاصراً ليس عليه سوى أن يقتلع أشواكه بأيديه ان أراد. المراهنة على السلاح كانت أكثر سذاجة من أًصحاب القرار لأنها لم تدرس موازين القوة بدقة فثلاثة حروب طاحنة على غزة أخذت ما يكفي من الدمار وزادت من طين الحصار بلة وزادته في الداخل حيث فقدت عشرات آلاف من البيوت في منطقة يعدون عليها كيس الأسمنت واستمر الأمر طويلاً لتفقد غزة كل ممكنات الحياة بلا أي أمل أو أفق. منطق الأشياء يقول أن أقصر الطرق لرفع الحصار عن غزة من خلال عودتها لغلاف السلطة ولأن حركة حماس لا تريد أقصر الطرق وتعتبر أن ذلك استسلاماً لها واعترافاً بالفشل والاعتراف بانسداد الأفق أمام مشروعها فقد بحثت عن طرق أخرى، كل الطرق الا الأخ اللدود، سواء بالحرب مهما بلغت التكاليف أو من خلال دول اقليمية، الآن نحن أمام حقيقة "لن يرفع الحصار". الدعوة التي انطلقت من أحد أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس بالاندفاع نحو الحدود مع اسرائيل هي خيار آخر وخيار مهم تأخر طويلاً، وليس من المبالغة بالقول أنه أفضل الخيارات لكسر الحصار وكان يجب أن تراهن عليه الحركة مبكراً، الخيار الشعبي الذي أثبت خلال السنوات الماضية أنه قادر على أن يجرف أقوى القوى المسلحة في الاقليم أن اسرائيل كان لديها قلق من عجز مواجهة الاندفاع الشعبي فيما لو حصل تيمناً بالربيع العربي لأن السلاح فيها لا يكفي وان كان القلق من الضفة الغربية. الآن تصدر في غزة دعوة جديدة تأخرت كثيراً بعد بلوغ العجز ذروته وخذلان أصدقاء حماس الذين تسربوا الى اسرائيل وتركوها وحيدة تحت الحصار بعد أن قدموا ما يكفي من الدعوات أبرزها الوعد التركي بعدم عودة العلاقات مع اسرائيل الا برفع الحصار عن غزة، فعادت العلاقات وظل الحصار. الخيار الشعبي نحو الحدود قادر على وضع حد لمعاناة غزة ويجب أيضاً أن يبدأ في الضفة الغربية لكن هذا المشروع الكفاحي الأبرز الذي يستند على الارادة الشعبية يحتاج الى تحضيرات مختلفة عن دعوة عابرة تنطلق من قيادي في حماس، غزة لديها مقومات الانفجار كتلة بشرية ضخمة لا تبعد عن الحدود كيلو مترات بسيطة وهي متواصلة تعاني بشدة جاهزة للاندفاع لكن لا تتم الأمور هكذا. هذا المشروع يحتاج الى كل مواطن فلسطيني وكل قوة فلسطينية ويحتاج الى تمهيد لمدة أشهر لاقناع الناس بالحدوى وايصالهم حد الاقتحام واقتلاع الحدود والأسلاك .. ان تعمل ماكنة الاعلام لأسابيع ،أن تستدعى كل وسائل الاعلام الدولية للتغطية ، وكان يجب أن يترافق مع يوم النكبة أي أن يجري التحضير منذ بداية العام ، كان يجب الاتفاق مع كل القوى والفصائل في قطاع غزة لأنها تملك الشارع الفلسطيني، حماس تملك القوة المسلحة ولكن عندما يتعلق الأمر بالشعب هذا لا يستجيب لدعوة حماس لأنها حزب سياسي له حصته من الشعب. حركة حماس لم تعد الأغلبية في قطاع غزة لتقرر وحدها فقد ابتعدنا كثيراً عن انتخابات 2006 التي أصبحت جزء من الماضي وفي السنوات الماضية انزاحت الكتلة الشعبية الى الموقع النقيض من حركة حماس فهل يحق للحركة أن تقرر مصير تلك الكتلة غير التابعة لها والأهم هل يحق لها أن تدعوها للتحرك بمعزل عن استشارة الفصائل الأخرى التي تمثلها؟ الحديث عن مشروع كفاحي شعبي لا يتم أخذه على عجل والا فسيكون الأمر مدعاة لكسر هذا الخيار وافشاله وعدم التفكير به مرة أخرى وأغلب الظن أن هذا سيحدث لأن الدعوة المستعجلة التي تبنتها حركة حماس بلا تحضير ولا تجهيز سيستجيب لها مؤيدو حماس وحدهم وهؤلاء لا يشكلون قوة هائلة. مشروع الكفاح الشعبي والاندفاع نحو الحدود يحتاج الى سيل من البشرليس أقل من ربع مليون مواطن، أسر فلسطينية بأكملها، أمهات يحملن أطفالهن في المقدمة، كل وسائل الاعلام العالمية حاضرة بالبث المباشر قبل أسبوع من الحدث الكبير، لنرى كيف ستتصرف اسرائيل كيف ستطلق النار على الأطفال الجوعى والعائلات غير المسلحة، الأمور لا تؤخذ هكذا، سيخرج ربما المئات أو الآلاف من عناصر حماس استجابة للدعوة مع بشرى فشل الخيار الشعبي، لماذا تدار الأمور هكذا بعشوائية مدعاة للفشل؟ لا أحد يعرف..!!! المصدر: نبأ برس